كانت التقاليد صارمة اكثر في ما مضى، وكانت الأسر تستبعد زواج البنت الصغرى قبل أختها الكبرى، لكي لا تحزن الكبرى لتأخر زواجها ولكي لا يشعر الناس أن الكبرى تجاوزت السن المطلوب للزواج في تلك الأيام. لكن ولحسن الحظ الأمور اختلفت، وصرنا نرى كثيرات يتزوجن قبل شقيقاتهن الأكبر سناً. وإن كانت التقاليد والعادات تغيرت، ولكن هل فعلاً لا يؤثر زواج الشقيقة الأصغر على نفسية أختها الأكبر سناً؟ هذه ليست الحالة كما تقول مرام (27 عاماً) هي الابنة الأصغر، في عائلة من بنتين واربعة أولاد، شقيقة مرام عمرها (37 عاماً) لم تتزوج ولم تكن تحب التعليم فلم تكمل تعليمها، وهي لا تعمل أيضاً، لذلك أصبحت تقريباً ربة البيت، وتركت لها والدتها أمر تصريف شؤون المنزل. أما مرام فكانت مجتهدة أكملت تعليمها وحصلت على وظيفة وتقدم لها زميلها. في البداية أبدت الشقيقة الكبرى سعادة لخطبة أختها، لكن الأمور بدأت تسوء عند بدء إعدادات العرس، تقول مرام "لقد ذقت الأمرين، وفقدت أقمشة اشتريتها، وملابس داخلية وإكسسوارات، بدأت أغراضي تختفي، واضطررت لترك أغراضي عند واحدة من صديقاتي، لكي لا أقفل غرفتي وتشعر هي بأني أخشى على أغراضي". وتضيف "في البداية لم أفكر أبدا أنها هي، فكرت أنني أضعت الأكياس في السوق، لكني تأكدت لأني أمي كانت تملك طقمين من الألماس، وفكرت أنها ستعطي واحداً لكل واحدة فينا قبل زواجنا، وما حدث أن أمي نادتني لتعطيني الطقم فدخلت شقيقتي علينا وبدأت الصراخ وتحطيم الأشياء، وطلبت أن تختفظ بالطقمين، لأنني سأتزوج وهذا يكفي". تقول مرام" صدمتي كبيرة، بكيت كثيراً ويوم زفافي ظلت شقيقتي جالسة على الطاولة لم تساعدني في شيء ولم ترقص كأنني لست أختها". تقول دارين جمعاوي، أستاذة علم الاجتماع النفسي، إن "الأمر يختلف بحسب الحالة النفسية في المنزل على العموم، وعلى قوة شخصية الأخت الكبرى وحنان ومراعاة الصغرى لشقيقتها، ويمكن أن يفيد التحدث إلى الأخت قبل الإقدام على هذه الخطوة، ومشاركتها في كل كبيرة وصغيرة من تفاصيل الزفاف". وتؤكد "لكن لا يمنع ذلك أن نفسيتها قد تتأثر بعض الشيء، وهذا أمر طبيعي، ولكن الأهم أن تكوني واثقة أن لكل واحدة منكن طريقها، قد يتأخر زواجك أكثر من أخواتك، لكن لديك أموراً كثيرة تنجحين فيها في الدراسة والعمل والسفر والرياضة والثقافة والتمتع بالحياة ومساعدة الآخرين". وتضيف جمعاوي "لا يمكن أن نلوم الأخت الكبرى على بعض المشاعر السلبية، الأمر الأهم هو أن نتفهمها ونحتويها، مجتمعاتنا قاسية على الفتاة التي لم تتزوج، خصوصاً إن لم تكن متعلمة أو تعمل وليس لديها إنجازات شخصية". على الرغم من تفاني بعض الأخوات في محبة إخواتهن الأصغر، والتأكيد على حرصهن على سعادة من تصغرهن، لكن بعضعن قد تجد صعوبة كبيرة في ذلك، ويصعب عليها إخفاء ألمها. لهذه نقول، فكري بنفسك وإنجازاتك الشخصية، ولتعش كل منكما قدرها ومستقبلها كما خططت له وكما قُدّر لها. افعلي كل شيء تحبينه أما الأمور التي لا نستطيع التخطيط لحدوثها فلنتركها ولا نجادل فيها ونحزن عليها.