حين منحت وزارة الخارجية الأميركية وسام الشجاعة للطبيبة السعودية سامية العمودي عام 2007، لم يكن فقط لشجاعتها في مواجهة مرض السرطان مرتين، بل لأنها جعلت من تجربتها قصة ملهمة حاولت من خلالها تغيير طريقة تعامل المجتمع السعودي معه من خلال تجربتها الشخصية، وأسست مركزاً لمعالجة السرطان ومقعداً خاصاً في بحوث الكشف عن السرطان ومعالجته في جامعة الملك عبد العزيز في جدة. وكانت العمودي أصيبت بالسرطان أول مرة في 2006، وقال لها أحد أقاربها أن تبقي الأمر سراً، لكنها قالت "هل إصابتي بالسرطان عيب أو وصمة عار". أصيبت العمودي بالسرطان مرتين، فبعد أن شفيت منه أول مرة عاودها مرة أخرى في 2015، فقررت استئصال الثدي بالكامل والمضي في حياتها وهو قرار قلما تتخذه النساء. بعد تجربة مريرة مع المرض بدأت العمودي في مشروع كبير لتأسيس " لمركز الشيخ محمد حسين العمودي للتميّز في رعاية مرضى سرطان الثدي"، وذلك بعد أن زارت لمركز "إم دي أندرسون" ومستشفى جون هوبكنز بالولايات المتحدة الأميركية، أن رعاية مرضى السرطان عندنا تحتاج أن تكون أكثر شمولية، وفكرنا بإنشاء أول مركز تميز لمرضى سرطان الثدي أيضاً برعاية كريمة من الشيخ العمودي وتبرعه. خسرت العمودي الكثير في الطريق، وعانت كثيراً على المستوى العاطفي والأسري وواجهت الطلاق وصعوبة الإنجاب، لكنها قررت كسر الصمت والحديث عن حياة امرأة سعودية واجهت الكثير وهي تواجه المرض، فكتبت العمودي كتابها "مذكرات امرأة سعودية"، وهو سيرتها منذ ولادتها حتى لحظة الانتهاء منه، وتقول عنه "هو قصة كل امرأة من جيلي -جيل الثمانينات- بكل الحراك المجتمعي الذي عشناه، وكل المعوقات وكل مناحي تمكين المرأة، ومن خلاله أروي لطفولتي، ودراستي، وكيف كانت الحياة آنداك، ثم فترة الصحوة، والتحولات المجتمعية، وكذلك قصة دخولي الطب، والمعوقات التي واجهت جيلي، وكيف عبّدنا الطريق لغيرنا". يذكر أن سرطان الثدي يأتي في المرتبة الأولى في الإصابة بأمراض السرطان للنساء في السعودية بنسبة 19.9%، وتشير آخر الإحصائيات الرسمية إلى أن 50% من حالات سرطان الثدي الجديدة تحدث للنساء العربيات بمن فيهن السعوديات في سن 52 سنة، بينما في الولايات المتحدة تحدث للنساء فوق سن 65 سنة.