رهام مسعد وأحمد العشري، أم وأب لثلاثة أطفال كلهم تحت عمر السادسة، رهام وأحمد راحا ضيحة في الطائرة المصرية المنكوبة التي سقطت يوم الأربعاء الماضي. كانت الأم (27 عاماً) مصابة بالسرطان، وقد أخذها زوجها إلى باريس بهدف العلاج، وكانت قد تعالجت فعلاً وهذه الرحلة القادمة إلى القاهرة كانت رحلة الشفاء والعودة لاحتضان أبنائها، لكن القدر لم يمهلها، لقد شفيت من السرطان وقتلت في حادث سقوط الطائرة، بينما أبناؤها الثلاثة واقفين في صالة القادمين في مطار القاهرة مع ذويهم بانتظار استقبال أبويهم بعد شهر كامل من البعد والشوق عن حضن أبويهم. صحيفة "ديلي ميل" البريطانية التقت صديق العائلة محمد الشناوي أمس، والذي قال إن "الوضع خطير ومؤسف للغاية، وتكسر القلب رؤية الأطفال، الذين كانوا في مطار القاهرة للترحيب بعودة والديهم". رهام مسعد البالغة 27 عاماً أصيبت بالسرطان مطلع هذا العام، حيث توفيت والدتها أخيراً وكذلك فارق والدها الحياة في وقت قريب. أما الزوج أحمد العشري وهو صيدلاني باع معظم ممتلكاته ورصد مدخراته لتأمين تكاليف العلاج العالية في فرنسا لإنقاذ زوجته. وقال محمد الشناوي "أحمد فعل كل شيء لإنقاذ زوجته الحبيبة، وطلبت منه عدم السفر إلى باريس للعلاج، ودخول مستشفى مصري بسبب التكلفة العالية، لكنه أراد تعويض زوجته عن وفاة أبويها، وقرر الذهاب إلى فرنسا وترك الأطفال". وقد سافر الزوجان قبل شهر للعلاج في باريس، وتركا الأطفال مع جدتهم والدة أحمد، وبالفعل نجح العلاج الذي خضعت له رهام، وكانا يتطلعان إلى العودة لبلدهما واستئناف حياتهما الطبيعية مع أطفالهما، لكن لم يقدر لهما ذلك. 66 شخصاً قتلوا في هذا الحادث، 66 عائلة نكبت في شخص تحبه وترك جرحاً في حياة من يحب من أهل وأصدقاء وأحبة.