قبل أكثر من عشرة أعوام، أعلنت منظمة الأمم المتحدة يوم 15 أيار من كل عام يوماً عاليماً للأسرة، كان الهدف من ذلك تعزيز الوعي بأهمية كيان الأسرة لاستقرار المجتمعات والعالم، وتسليط الضوء على آثار التقلبات السياسية والثقافية والاقتصادية والديموغرافية على الناس.   وفي هذه اللحظة من تاريخ المنطقة، تعيش الأسرة العربية هذه التغيرات في كل بلد بشكل مختلف وتواجه تحديات جديدة في الدول المستقرة والثرية وتلك الفقيرة والتي تعيش ويلات الحروب والتهجير.   في العقدين الأخيرين، شهدت البلاد العربية ارتفاعاً كبيراً في العزوف عن الزاوج مقابل ارتفاع آخر في حالات ونسب الطلاق. كما سجل العالم تراجعاً كبيراً في نسبة الخصوبة، ومشاكل كبيرة تتعلق بالتفكك الأسري وحضانة الأطفال.   وفي الخمسة أعوام الأخيرة عانت بلاد عربية من ويلات الحرب والهجرة والمنفى واللجوء، وواجهت العائلة السورية والعراقية والمصرية والليبية محنة كبيرة في البقاء متماسكة، وفقدت كثير من العائلات معيلها وفقدت أحبائها وأصبحت أسيرة الحزن والفقر والبحث عن الأمان.   ومقابل انخفاض نسب الزاوج ككل، ارتفعت نسبة الزواج المبكر، الذي يعود بشكل أساسي إلى المعاناة والفقر والتفكير في التخفيف من عبء العائلة في بلاد تعاني الأمرين من ارتفاع الأسعار وشح الموارد وتدني الدخول.   كما تعيش بلاد مثل مصر والأردن وسوريا ولبنان والمغرب وغيرها زيادة في نسبة عمالة الأطفال، وهذا يعني أن كثير منهم معرضين لترك مدارسهم وبالتالي زيادة نسبة الجهل والأمية بين فئات جديدة من المجتمعات مستقبلاً.   بالمقابل، تغيرت الأسرة الخليجية كثيراً، وتبدّلت قيمها على نحو إيجابي في كثير من المنواحي المتعلقة بدور المرأة وحريتها الفردية وعملها وتعليمها. وانفتحت الأسر الخليجية اكثر وأكثر على التقدم التكنولوجي والسفر والسياحة العالمية وليس العربية فقط وطرق أبواب عمل وتعليم جديدة. لكن الأسرة الخليجية والعربية عموماً أيضا ما زالت تعاني من مشاكل العنوسة ونسب الطلاق المرتفعة والعنف وغلاء نمط الحياة.