يميل كثير من أبنائنا وبناتنا إلى تناول مشروبات الطاقة في فترة الامتحانات التي اقتربت وباتت على الأبواب، ظناً منهم أنها ستساعدههم في السهر وبالتالي الحفظ أكثر. وهذه الظاهرة ليست عربية فقط، بل هي عالمية، والفرق أن دول كثيرة من العالم مثل اليابان وأميركا وألمانيا والدنمارك ترصد نسبة تناول هذه المشروبات وتجري دراسات على الفئات التي تتناولها أكثر من فئات أخرى، بينما نفتقر في بلادنا لهذه المعلومات. تقول إحدى طالبات الثانوية في بيروت إنها تشرب من ثلاث علب إلى خمسة في الليل وهي تذاكر، خوفاً من السقوط في النعاس. طالب آخر يقوم بشرب أكثر من نوع من مشروبات الطاقة، ظناً منه أنه بهذه الطريقة يكسب ميزات كل واحدة فيها. بل أكثر من ذلك، يعطي الطلاب بعضهم النصائح على مجموعاتهم في فيسبوك وواتساب ينصحون فيها بأفضل نوع وكم الكمية التي تنفع للبقاء في حيوية ونشاط ومن دون نوم. نحن لن نعطي النصيحة المتوقعة ونقول للطالب والطالبة إياك أن تشرب مشروبات الطاقة. ببساطة سنقوم بتحليل مكوناتها، ثم عليك أن تقرر إن كانت مناسبة لك أم لا: 1-  الكافيين وهذا المنبه للجهاز العصبي هو المكون الرئيسي في مشروبات الطاقة، إذ تحتوي معظم تلك المشروبات على نحو 80 ملغ في كل علبة من المشروب، وهي كمية تعادل أكثر من 3 أضعاف التراكيز في مشروبات الكولا. وينبغي التنبة إلى أن تناول جرعات مفرطة من الكافيين قد تؤدي إلى العصبية والقلق والأرق وتسرع القلب. 2-  الجنسنغ عشبة من شرق آسيا يؤدي تناولها إلى تحسين النشاط الجسمي. وفي بعض الحالات قد تصيب بالصداع والأرق. 3-  الغوارانا وهي مادة مستخلصة من نبتة تنبت في أميركا الجنوبية، وتحتوي على كميات من الكافيين والثيوبرومين والثيوفيلين والتانين، وتستعمل كمنبه ومنقص للوزن. 4-  التورين حمض أميني متوفر بكثرة في الجهاز العصبي المركزي، يؤثر في النمو والحماية العصبية وتنظيم والأكسدة. 5-  اليوهمبين يزيد الطاقة والقدرة على التحمل ويجعل الشخص يشعر بأنه في صحة جيدة، ولكن يمكن أن يؤدي إلى تسرع نبض القلب. 6-  الكارنتين حمض أميني آخر يمكن أن يسبب بالجرعات العالية غثيانا وقيئا. في الحقيقة إن الامتحانات مثلما تحتاج إلى المذاكرة والسهر عليها، تحتاج أيضاً إلى النوم والراحة والابتعاد عم أي قلق أو اضطراب أو عصبية، وفي حال أكثر المرء من تناول المشروبات فتجاوزت علبة أو اثنتين إلى الكثير منها، فأنه يعرضض نفسه لمخاطر صحية وإلى عصبية وعجز عن التركيز في الامتحان وصعوبة في تذكر المعلومات التي سهر طيلة الليل يحفظها.