على مدى 8 سنوات نجح مهرجان الغربية للرياضات المائية في أن يتحول من مهرجان رياضي بحري إلى كرنفالية تراثية تجمع إليها كل عشاق الاصالة والتحدي والمغامرة، وهو ما اكده عبيد خلفان المزروعي مدير مهرجان الغربية للرياضات المائية، الذي شدد على حرص اللجنة المنظمة على كل ما من شأنه صون التراث، فالمهرجان يمثل مساحة للحنين للماضي وفرصة لاستلهام التراث وتوظيفه في مساحات ومفردات شعبية تضاف إلى التصميم لساحة المهرجان، وكأن هذا التراث تجديداً وبعثاً لروح كانت موجودة أعيدت إليها الحياة فصارت أجمل من كل الابتكارات، وذلك لأن التراث المحلي له نكهة جمالية وأبعاد نفسية لا يعرفها إلا من كان متفاعلاً معها.   وأكد أنّ مهرجان الغربية للرياضات المائية استطاع أن ينعش الحركة في المنطقة الغربية وليس فقط اقتصادياً، إنما هي فرصة لأبناء المنطقة لإبراز تراثهم الثقافي والتحاور مع ثقافات وتقاليد شعوب أخرى من خلال الإقبال الكبير من الزوار والسياح. واعتبر المزروعي أن المهرجان يعمل على إبراز الصورة الحقيقية لحياة الأجداد في السابق من ناحية التنقل في البحر والتي كانت تشكل ركيزة الحياة قديماً، كما تسهم في تقديم الدعم الكبير للإنسان الإماراتي تشجيعاً لجهوده في صون التراث والحفاظ على الأصالة، سواء للمشاركين في مختلف مُسابقات تلك المهرجانات، أم لأهل المنطقة كافة دون استثناء، إضافة للسوق الشعبي وفعاليات الأطفال والعروض التراثية ومسابقات المسرح التي تهدف إلى تعريف الجمهور بأهمية هذه الفعاليات كونها تعبر عن جزء من حضارة وتراث دولة الإمارات، كما أنها تسهم في إبراز هوية البلد وأصالته، ولابد من الحفاظ على هذا الإرث القديم. ويجمع من شارك في هذا المهرجان أو من زاره بأنه بحق تظاهرة ثقافية أسهمت في التعريف بحضارة وتراث مدينة المرفأ خاصة ودولة الإمارات بصفة عامة كما شكل جذباً سياحياً مهماً للدولة للتعرف إلى ثقافتها وتراثها الحضاري. مهرجان الغربية للرياضات المائية ليس أياماً كباقي الأيام بل هو مدرسة للتراث تسرد حكايات الماضي الجميل وتثير الحواس الخمس لتقدم تجربة فريدة لمن أراد أن يلامس الأمس باليوم ولمن أراد أن يتزود للمستقبل ليبقى واقفاً على أرض صلبة.