بعد أن انتشرت أفلام ومسلسلات وحملات في حقبة الثمانينيات تكافح الإدمان على المخدرات بكل أنواعها، تراجع الحديث عن هذه القضية ذات الأهمية، واختفت تقريباً من الاهتمام الدرامي والإعلامي، لتحل محلها قضايا أخرى تشغل الإعلام، مثل الإدمان على التكنولوجيا والتسوق ...إلخ وقد عرفت فترة الثمانينيات أحد أهم الأفلام المصرية التي تطرقت إلى موضوع الإدمان، وهو فيلم "الكيف" الذي قُدّم للسينما سنة 1985، وكان من بطولة يحيى الفخراني ومحمود عبد العزيز وإخراج علي عبد الخالق. وها هي الدراما المصرية المخصصة لرمضان هذا العام، تعود لتطرق باب أشهر فيلم في تاريخ السينما المصرية وأنجح عمل تطرق لموضوع المخدرات منذ إنتاجه حتى هذه اللحظة وتقدمه للمشاهدين في رمضان. انتهى تصوير المسلسل فعلاً قبل أيام بكل حلقاته، وهو جاهز للعرض على القنوات المخنلفة، وتلعب دور البطولة فيه الفنانة لوسي إلى جانب الفنانين أحمد رزق، وباسم سمرة، وعفاف شعيب، وأحمد خليل، وبيومي فؤاد، وسهر الصايغ، وأحمد فؤاد سليم، والقصة من تأليف أحمد أبو زيد، وإنتاج عبد الله أبو الفتوح، وإخراج محمد النقلي. وقد غير المخرج والكاتب في القصة الأصلية للفيلم بالطبع، وقدّم نسخة معدّلة تصلح للدراما الرمضانية. كما أن هذا ليس الفيلم الأول في تاريخ السينما المصرية الذي يتحول إلى إلى مسلسل تلفزيوني، فقد سبق وأن حوّل فيلمي "سمارة" و"العار" إلى مسلسلات. وبالعودة إلى قصة الكيف، فهي تحكي عن شقيقين كل منهما أخذ طريقاً مختلفاً، الأكبر موظف حكومي ملتزم ولديه أسرة صغيرة وسعيدة والآخر مدمن على الحشيش وعلى الإتجار بالمخدرات. يقوم الشقيق الأكبر بإعداد خلطة من الحنة موهماً شقيقه أنها حشيش، لكي يثبت له نظريته أن الإدمان وهم نفسي يمكن التحرر منه. تتسارع الأحداث ويتسبب طمع الشقيق الأصغر في تحويل أخيه الأكبر إلى مدمن، بينما هو تتغير حياته ويتوقف عن الإدمان، وكأن الفيلم يتحدث عن الحلقة المفرغة للجشع والوهم والطفرة الاقتصادية المزيفة التي عاشتها مصر في منتصف الثمانينيات، والتي عادت وأنتجت نفسها على شكل مشاكل اجتماعية استمرت حتى يومنا هذا.