لا بد أن أياً منا لاحظ يوماً أنه في حال توجعت سن أو أكثر، فإن تناول أي شيء بارد يؤلم الأضراس المتوجعة، بينما لا تتأثر عند أكلٍ أو شربٍ شيئا دافئا أو ساخنا.

والسبب في تلك الوخزة المؤلمة، عند تناول بوظة، مثلاً، أو ماء مُثلج، هو الفارق المفاجئ العالي في درجات الحرارة. فدرجة حرارة الحلق قريبة من 37 درجة مئوية، وهي درجة حرارة الجسم الطبيعية. أما درجة حرارة الـ«آيس كريم»، أو قالب الثلج، فهي صفر. أي يكون الفارق هكذا: 37 ناقص صفر، يساوي 37 درجة عداً ونقداً، وهو فارق كبير، يحلّ على الأسنان بصورة مفاجئة وفورية، ما يجعلها تصرخ ألماً.

في المقابل، يستحيل تناول أي أكل أو شراب ساخن بمثل ذلك الفارق الحراري، لأن في مثل هذه الحالة، ينبغي الوصول إلى 37 + 37 = 74 درجة.

ويعدّ أي طعام أو شراب لهَّاباً في الحلق حالما يطاول الـ45 درجة مئوية. فمثلاً، المعكرونة الساخنة، المتصاعد منها عمود دخان في طرف أنياب الشوكة، تطأ الفم بدرجة نحو 35 درجة مئوية فقط. لذا، لا تحس بها الأسنان المصابة أو المسوسة. ففارق درجة حرارتها منخفض بحيث لا يثير حفيظة الأضراس.