على الرغم من أن بلدة أورتراسك تقع في أقصى شمال السويد في بيئة منعزلة عن معالم الحياة العصرية، إلا أنها تشتهر على خريطة السياحة العالمية بوجود أطول تليفريك للأشخاص في العالم؛ حيث تجتذب العديد من الأفواج السياحية سنوياً للاستمتاع برحلات التليفريك لمسافة تزيد على 13 كيلومتراً تمر عبر الغابات والبحيرات، وقد كان التليفريك صاحب الرقم القياسي العالمي حالياً يمتد لمسافة أطول من ذلك في السابق. وعندما تدق الساعة قبيل الظهيرة في منصة التحكم في التليفريك يقوم بوسه بستروم بفحص البيانات، التي تظهر على كونسول التحكم؛ حيث تضيء بعض اللمبات. وتسع كل كابينة في التليفريك لحوالي أربعة أشخاص، ويوجد في منتصفها منضدة مطوية مع خريطة لمعرفة الاتجاهات، وجهاز لاسلكي لاستعماله في حالات الطوارئ، أو عندما يرغب السياح في تناول الغذاء أثناء رحلة التليفريك؛ حيث يتم تقديم اللحوم المدخنة مع سلطة البطاطس. وقد أصبح تليفريك الأشخاص بين بلدتي أورتراسك ومينزتراسك المهمة الأساسية في حياة بوسه بستروم وزوجته ماري لويز إكلوند. ويفتخر الزوجان باعتبارهما أصحاب التليفريك، الذي تم تسجيله في موسوعة "غينيس للأرقام القياسية" خلال ديسمبر عام 1989، والذي يمتد لمسافة 613.13 كيلومتر، وبالتالي فإنه يعتبر أطول تليفريك للأشخاص في العالم. # غابات وبحيرات وتستمر جولة السياح في جندول التليفريك لمدة ساعتين في مقاطعة فاستيربوتين؛ حيث يستمع الزوار بإطلالة رائعة على غابات البتولا الكثيفة والمرور فوق الجداول المائية والبحيرات البديعة. ويعتبر التليفريك اليوم من أهم المعالم السياحية في السويد. وقد تم تشييد هذا التليفريك قبل 70 عاماً في الأساس لحل إحدى المشكلات اللوجستية، والتي كانت تتمثل في نقل الصخور المحتوية على المعادن الثمينة من منجم كريستين بيرغ الموجود في بلدة بوليدين، التي تقع إلى الشرق على مسافة 100 كيلومتر بواسطة خطوط السكك الحديدية. وخلال تلك الفترة كانت أوروبا تعاني من ويلات الحروب، ولذلك كان يزداد الطلب على المعادن المستخرجة من السويد، وكان من الصعب آنذاك مد خطوط السكك الحديدية أو رصف الطرق في وسط الغابات والمرور عبر البحيرات؛ لأن هذه الإنشاءات كانت تستغرق وقتاً طويلاً.