كشف بحث جديد نشرته مجلة Nature Communications حول السبب الحقيقي وراء زواج الناس بل وجود مؤسسة الزواج وقيام علاقة تعتمد على امرأة واحدة طول العمر وما يطلق عليه الزواج، أن السبب وراء هذه العلاقة التي وضعها الإنسان في القدم يكمن في الحاجة لتجنب الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا، فقط لا غير. وقامت دراسة الباحثين الأكاديميين في جامعة «واترلو» الكندية على إستخدام نماذج حاسوبية، في محاولة لفهم كيف اختلفت وتطورت سلوكيات التزاوج الاجتماعي، في المجتمعات البشرية في المراحل المبكرة، أو خلال فترة العصور القديمة للحضارة البشرية أو ما قبل ظهور الحضارة أصلًا. وتقول الدراسة، في الجماعات البدائية الأولى، قامت عملية التزاوج على احتكار عدد قليل من الرجال مع عدد كبير من النساء. وقد حدث هذا في مرحلة الإنسان البدائي، الذي كان يعتمد على الصيد وجمع الثمار، ويتنقل غالبًا من مكان لآخر. وتميزت هذه المجموعات بأن عدد أفرادها قليل العدد، وفي المجموعات قليلة العدد تميل الأمراض التي تنتقل عبر الاتصال الجنسي لأن تكون قصيرة الأجل، وعدم تركها لآثار ضارة تذكر. لكن ومع اكتشاف الإنسان للزراعة وإزدياد حجم ونمو المجتمعات، لاحظ القائمون على البحث أن نسبة انتشار الأمراض المنقولة جنسيًا قد زادت بين شبكات الزواج المتعدد (وهي من العادات المنتشرة في الدول الغربية خصوصًا أوروبا والولايات المتحدة.). وأشار البحث إلى أنه لولا الأدوية وتقدم الطب الحديث لكانت معدلات العقم نتيجة الإصابة بأمراض مختلفة كالزهري والكلاميديا والسيلان مرتفعة في عصرنا الحديث نتيجة تعدد العلاقات الجنسية للرجل أو الفرد الواحد. ويوضح البحث، أن الانتشار الكبير لمثل هذه الأمراض في المجتمعات متعددة العلاقات الزوجية أدت في مرحلة ما من تاريخ البشرية إلى الزواج الأحادي، أي الاكتفاء بزوجة واحدة فقط أو علاقة جنسية واحدة وهو ما صوره البحث بأنه بداية اكتشاف فكرة ومبدأ الزواج.