الكثيرون يحلمون، وقلة قليلة من تتحقق أحلامهم مهما كبرت، وكلما تحقق حلم من أحلامهم يحلمون بما هو أكثر. من بين هؤلاء الدكتورة مريم مطر، التي تحلم بالحصول على «جائزة نوبل في العلوم» في عام 2032، وتقول: «أشعر بحرارة الجائزة في يدي». هي تحلم، نعم... لكنها تعمل على مدار الساعة لكي تحقق حلمها. والدكتورة مريم مطر، هي مؤسس ورئيس «جمعية الإمارات للأمراض الجينية»، نائب الرئيس في «دبي للعطاء» ومسؤولة اللجنة الصحية في «صندوق الزواج» و«جمعية ابتسام للسرطان»، عضو المجلس الطبي في «جامعة الشارقة»، طالبة دكتوراه في اليابان في علم الأمراض الوراثية، وهذه هي شهادة الدكتوراه الثانية التي تحصل عليها، كما أنها مشاركة في البحث الدولي المتعلق بالخارطة الجينية للإنسان. كما تقوم د.مطر بإعداد وتقديم برنامج «مع د.مريم» الذي يذاع على «قناة الإمارات» مساء كل أربعاء. ومع توليها كل هذه المناصب، تبدو د.مريم مطر متألقة دائماً، فهي تحرص على جمالها والظهور بكامل أناقتها، ولا مشكلة لديها في أن تعترف في حوارنا معها بأنها «امرأة محبة للجمال»، وتقول: «أحب نفسي جداً، وأنصح كل امرأة من خلال «زهرة الخليج» بأن تحب نفسها وتهتم بجمالها، لأنها بهذا تشع جمالاً وحباً على نفسها وعلى المحيطين بها». تفاصيل كثيرة تكشف عنها د.مريم مطر في هذا الحوار: الفكرة والهدف • لنبدأ بـ«جمعية الإمارات للأمراض الجينية»، ماذا كانت الفكرة والهدف؟ وما الذي تحقق حتى اليوم؟ - كان من أهم أهدافنا أن يكون لدينا في دولة الإمارات قانون لفحوص ما قبل الزواج، يسري على أي شخص يرغب في الزواج. وفي 12 ديسمبر 2012، تم إقرار هذا القانون. علماً بأنه قبل ذلك التاريخ لم يكن القانون معتمداً، بل كان يُطبق فقط على الأشخاص الذين يحصلون على منحة صندوق الزواج. وقد تحقق ذلك بجهود «جمعية الإمارات للأمراض الجينية» والدعم المتواصل من معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، الأب الروحي لـ«جمعية الإمارات للأمراض الجينية» والذي دعمني منذ اللحظة الأولى لانطلاق الجمعية، وقدم لي مبلغاً كبيراً من المال لتأسيسها. وكانت هذه نقطة تحول كبيرة في حياتي. ولقد تم بنتيجة تلك الجهود إصدار القانون رسمياً. وأنا أفتخر بالقول إن القانون لم يصدر بمجهود شخصي من مريم مطر، بل إن الخطوة الأولى في إقرار المشروع بدأت من «جمعية الإمارات للأمراض الجينية»، فهدفنا هو الحد من الأمراض الوراثية في دولة الإمارات من خلال إقرار هذا القانون. وقد تشرفت بأن أكون من أوائل الناس الذين شكلوا فريق العمل في وزارة الصحة من أجل صدور هذا القانون، وحتى اليوم لديّ نسخة من أول مسودة للمشروع. من ناحية أخرى، فإن «جمعية الإمارات للأمراض الجينية»، لها بصمات واضحة على المجتمع من خلال القوانين التي يتم اعتمادها والحالات التي تكتشفها، فقد قدمنا خدماتنا لـ14 ألفاً و882 أسرة إماراتية، والخدمة تعني الكشف المبكر عن مرض وراثي من الأمراض الأكثر انتشاراً في الدولة، إضافة إلى الأمراض الوراثية الموجودة في أسر معينة. • هل لديكم قاعدة واضحة بالأمراض الوراثية الموجودة في الدولة؟ ولماذا لا نقرأ عن نشاطكم في هذا المجال؟ - نعم، لدينا قاعدة واضحة بالأمراض الوراثية الموجودة في الدولة. وعقب معرفتنا بأمراض جديدة، لا نخبر الشخص ولا مجتمعه، بل يبحث أولاً الفريق الذي يعمل معي عن أفضل تجربة في التعامل مع المرض على مستوى العالم. وبعد دراسة جميع التجارب، نقوم بوضع مقترح مشروع لكيفية التعامل مع المرض، ونرسل نسخة إلى الجهة الرسمية المعنية بالمرض سواء أكانت صحية أم اجتماعية، ونطلب منها مساعدتنا في ضوء التشريعات الموجودة. • بعد كل هذه النجاحات التي حققتها، ما الذي تحلم به د.مريم مطر اليوم؟ - سأجيب عن هذا السؤال من خلال الإشارة إلى هذا الموقف الذي حدث معي عقب تخرجي في كلية الطب، فقد كنت أجلس مع أمي عندما سألتني: «ما الذي ترغبين فيه؟»، فقلت لها: «أن أصبح طبيبة تجميل»، فعلقت أمي: «أنت طبيبة، فلماذا لا تفكرين في أن تصبحي وزيرة؟»، فكان جوابي عليها بأننا لسنا من عائلة كبيرة، وأبي سائق، وليست لنا علاقات مع مسؤولين كبار. لكن أمي لم تقتنع بإجابتي وقالت لي: «احلمي يا ابنتي، جدك عاش 102 سنة، احلمي كما شئت طوال عمرك». في تلك اللحظة، قمت من جوار أمي، وأحضرت «الكشكول»، وسجلت أحلامي حتى 2050 وكتبت: أحلم بأن أصبح وزيرة صحة في عام 2020، وبالفعل أصبحت وكيلة وزارة الصحة في 2007. وكنت أول وأصغر إماراتية تشغل هذا المنصب وقتها. وتكرر الموقف مرة ثانية، عندما كنت أجلس مع أمي أتابع توزيع جوائز «نوبل»، فقالت لي أمي: «احلمي يا مريم، أنت طبيبة ومن الممكن أن تحصلي على الجائزة مثل هؤلاء»، فأحضرت «الكشكول» وسجلت: «سأحصل على جائزة نوبل في العلوم عام 2030». ولا أبالغ إذا قلت إنني أشعر منذ الآن بحرارة جائزة «نوبل» في يدي. لمتابعة باقي تفاصيل الحوار الشيق مع دكتورة مريم لا تنسي اقتناء عددك الخاص من مجلة زهرة الخليج لهذا الأسبوع والذي يزين كل من النجمين إليسا وماجد المهندس غلافها.