بين عمر 6 و12 عاماً يبدأ الأطفال في المجادلة في كل شيء، يجادلون آباءهم بشأن العقاب واللعب والمكان المسموح فيه باللعب وموعد الذهاب إلى النوم والتوقف عن اللعب.

ويبدؤون في استفزاز الأهل، بأسئلة من نوع: "لماذا لا ألعب هنا؟" "لا أريد أن أنام باكراً؟ أنت لا تنامين باكراً؟" ... إلخ

ومع أن هذه المجادلة مستفزة للآباء وتقود إلى الصراخ والنكد، لكنها خبراء السلوك والتربية يعتبرونها سلوكاً صحياًمن ناحية أثره على تطوّر شخضية طفلك.

تشرح كيلي إم فلاناجان، أخصائية نفسية أن "عدم القدرة على قول (لا)، عدم القدرة على وضع حدود شخصية، أحد الأسباب الأكثر شيوعا التي يعاني منها البشر".

يمارس الأطفال المعارضة في محاولتهم اكتساب بعض السيطرة على حياتهم. التفاوض مهارة ضرورية يجب على البالغين امتلاكها. ومن الأفضل أن يتمرّن الأطفال مع أحد الوالدين بدلاً من اتباعهما دون تفكير ومواجهة المشكلات.

 وتضيف خبيرة التربية أن التركيز لا بد أن ينصب على كيفية المجادلة، إذ نرغب جميعاً في أن يتمكن أطفالنا من مواجهة وتحمل الضغط وتقرير المسار الأفضل لهم. إلا أن تعليم الاحترام هو المفتاح.

الحقيقة أن مجادلتهم لا تتعلق بسلطتك. هم أطفال. سيجادلون. هذا ما سيفعلونه دائمًا. تكمن قوتك في كيفية مجادلتهم.

هل تُعلِّم طفلك التحدي باحترام؟ هل تضع توقعات لتواصل مناسب بينكما؟ هل تساعدهم على الفهم وتحمُّل مسئولية نتائج أفعالهم؟ قدرة أطفالك على المفاوضة تتحسن عندما تُعلِّمهم التمرن على السيطرة بوعي ذاتي، واحترام، وهدوء.

عندما يجادل الطفل، بغض النظر عن عمره، نشعر نحن كآباء بأننا نفقد السيطرة. وأغلب الآباء يرغبون في قدر أساسي من السيطرة في العلاقة أطفالهم. يرغبون في استجابة الطفل عند محادثته بسرعة وكياسة.

إلا أن هذا حس خاطيء. والأطفال ليسوا هنا فقط لاتباع الأوامر وإطاعتها. فلديهم جميعاً طريقهم ليتبعوه، ويحتاجون لاكتشاف أنفسهم. والمجادلة مجرد طريقة للتعبير عن أنفسهم، وهو أمر طبيعي.

نحن البالغين نجادل طوال الوقت، لكننا ندعوه فقط بالتفاوض. لكن العديد من البالغين لا يرون هذا.