تحرص 77% من الأمهات في دولة الإمارات العربية المتحدة، ممن انقطعن عن حياتهن المهنية لإنجاب أطفال، على العودة إلى العمل، وفقاً لاستبيانٍ حديث أجرته مؤسسة "مامز آت وورك" (Mums@Work) بالتعاون مع مؤسسة "يوجوف" لأبحاث الأسواق.

ومن النتائج المهمة في هذه الدراسة أنه بالتركيز على الأمهات في المرحلة العمرية بين 30-39 عاماً، زادت هذه النسبة إلى 88% من الأمهات اللواتي إما عدن للعمل أو أبدين حماسةً للعودة إليه. كما كشفت الدراسة أيضاً أن 49% من الأمهات المتطلعات للعودة إلى العمل يمكن أن يقمن بهذه الخطوة فقط إذا توافرت لهن خيارات عمل مرنة أو بدوام جزئي.

 أكبر عائق أمام عودة الأمهات للانضمام إلى قوة العمل هو المرونة في أوقات الدوام، حيث قالت نسبةٌ تتجاوز 38% من النساء إنهن لا يستطعن التوفيق بين التزامات العائلة والعمل.

 ووفقاً للدراسة التي أجرتها مؤسسة "مامز آت وورك"، فإن الدافع الأول لعودة الأمهات للعمل هو تحقيق الاستقرار المالي، حيث قالت 19% منهن إنهن عدن سعياً وراء الاستقلالية المالية التي تؤمنها الوظيفة.

تعتبر "مامز آت وورك" المؤسسة الأولى من نوعها في الشرق الأوسط التي تركز على مساعدة الأمهات على تجديد حياتهن المهنية وتوجيههن إلى الوظائف التي يردنها، حيث تعمل المؤسسة على الاستفادة من ثروة المواهب لدى الأمهات، وإنشاء صلة وصلٍ بينهن وبين أرباب أعمال يبحثون عمن يشغل وظائف سواء بنظام الدوام الكامل أو الجزئي.

وفي هذه المناسبة قالت لويز كريم، المديرة العامة لمؤسسة "مامز آت وورك": "هذه النتائج مثيرة للاهتمام للغاية، وتعزز التزامنا أكثر بتوفير منصةٍ تتيح لنسبة الـ 77% من الأمهات في مختلف أنحاء الإمارات فرص العمل التي يبحثن عنها. إن ’مامز آت وورك‘ توفر الحلول التي تسعى وراءها أمهاتٌ كثيرات، فضلاً عن تلبية احتياجات أرباب العمل من القوى العاملة الماهرة".

وفي سوقٍ مهم كسوق دولة الإمارات، من الرائع أن نلحظ عدد المناصب العليا التي تشغلها النساء، وخاصة النساء اللواتي لديهن أطفال. فهناك مجموعة كبيرة من النساء في هذه السوق انقطعن عن العمل لتربية أولادهن، وبعد غيابٍ قصير أو طويل، وجدن أنفسهن في حيرة بشأن أفضل طريق يمكنهن اتخاذه للعودة إلى مهنهن التي اخترنها، والتي تناسب أسرهن أيضاً. توضح هذه الدراسة الحجم الكبير من النساء الساعيات وراء العودة للعمل بعد إنجاب الأطفال، كما توضح الدافع الرئيسي وراء ذلك، وهو الاستقرار المالي".

وتضيف لويز كريم: "مؤسسة ’مامز آت وورك‘ تعمل على تقديم المساعدة لهؤلاء النسوة. ونحن هنا لا نكتفي فقط بإنشاء صلةٍ ما بين الموظفات وأرباب العمل– بل نذهب أبعد من ذلك. نحن نحرص على تقديم النصح والإرشاد لهن، وأنهن يتمتعن بالمهارات اللازمة والثقة التي يحتجنها للحصول على الوظائف التي يردنها. ونتأكد أيضاً من توافر الخيارات وساعات العمل التي تناسب عائلاتهن. لقد ولت تلك الأيام التي كان على المرأة فيها أن تختار بين العائلة وحياتها المهنية".

من جانبه، قال دايفيد ماكنزي، أحد مؤسسي "مامز آت وورك": "أشعر بالحزن لأننا لم نتوصل إلى فكرة ’مامز آت وورك‘ منذ سنوات مضت، حيث تشير نتائج الدراسة بوضوح إلى الحاجة إلى مثل هذه الخدمة في عالم اليوم. توجد ثروةٌ من المواهب البشرية تتمثل في نساء توافرت لهن من قبل حياة مهنية ناجحة، واخترن تكريس وقتهن للعائلة. لقد أوضحت لنا خبرتنا في السوق، والتي تدعمها الدراسات، أنه غالباً وبعد مرور السنوات القليلة الأولى من حياة الطفل، وبمجرد أن تبدأ مرحلة الحضانة أو المدرسة، تتطلع الأمهات إلى فرص وظيفية من جديد، لكن بساعات عملٍ تناسبهن. ويوجد أيضاً عدد متزايد من أرباب الأعمال الساعين وراء الموظفين والموظفات ذوات المهارات العالية، والذين يتمتعون بالمرونة المطلوبة في أنماط عملهم".

واختتم دايفيد بالقول: "بالتوافق مع التزام دولة الإمارات بمبدأ المساواة بين الجنسين وبالتنويع، كما حدده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، توفر مؤسسة ’مامز آت وورك‘ الحل الأمثل والعلاج الناجع في المنافسة على أصحاب المهارات، في الوقت الذي تتيح فيه لأرباب العمل وفراً معقولاً، حيث يمكنهم تعيين الموظفين بدوام جزئي بدلاً من تعيينهم بدوامٍ كامل. وهكذا سيكون الجميع راضياً ورابحاً، ونرى تدفقاً للمهارات في سوق العمل".