قد يكون في عثور امرأة مهاجرة أو لاجئة في أوروبا على عمل واحدة من أصعب التحديات التي تواجهها، لأسباب كثيرة تبدأ بالعنصرية ولا تنتهي بالأجور القليلة والتشغيل بما يسمى "الأسود" أي بدون عقود وبدون أي حقوق وبأجر قليل. والمرأة المهاجرة تجد صعوبة أكبر في العمل من الرجل، حيث أن معظم الأعمال المتوفرة للمهاجرين متوفرة في البناء والعمل في الطرق على سبيل المثال. عدا عن تعرض النساء إلى التحرش في كثير من الأحيان، واضطرارهن للعمل في بيئة غير مناسبة. من هنا، فكرت الشابة نيكاندر كوبك، وهي نصف ألمانية ونصف يونانية، بأن تكون كل موظفات مطعمها بطاقم من النساء اللاجئات والمهاجرات في لندن عام 2012. ويتألف مطعمها، الذي يحمل اسم "مازي ماس"، من طاهيات من إيران، وإثيوبيا، وتركيا، والسنغال، وبيرو، ونيكارغوا، والبرازيل، ونيبال، حيث ترشح بعضهن عن طريق برنامج التوعية للاجئين والمهاجرين في لندن، بحسب صحيفة "إندبندنت". وأصبح هذا المطعم ينتهج آلية ضد التحيز ومساعدة النساء المهاجرات ليجدن مكاناً في المجتمع، خاصة أنهن يدخلن في صراعات عديدة في البلد الجديد، ولا سيما إذا كن يفتقرن إلى المهارات اللغوية. وتشير صاحبة المطعم إلى "أنك قد تواجه في وطنك الجديد نوعاً من الذل بسبب التعامل معك على أنك جزء من الكتلة الكلية للاجئين، وتعتبر أن الطعام يحل جانباً من هذا، لذا من الصعب أن تخاف من شخص تناولت معه الطعام، أو أكلت من طعامه"، بحسب قولها. وتقوم النساء في هذا المطعم باقتراح أطباق تقليدية من بلدانهن، ويعلمن بعضهن طرق تحضيرها، كما يقمن بانتقاء لوائح موسمية من تلك الوصفات لتقديمها للزبائن. اقــرأ أيضاً شبان قطريون يؤسسون مطعماً تقليدياً في الدوحة واسم المطعم "مازي ماس" باليونانية، يعني "كُل معنا"، وقد استلهمته صاحبة المشروع من عرابتها اليونانية، والتي عملت في مراكز للاجئين بلندن، وتعاملت معهم عن قرب، حيث كانت ترعى أطفالهم، وتتطوع في المطابخ لتحضير الطعام لهم. وكان عملها هذا ملهماً لكوبك التي تخرجت من دراسات علم النفس والجندر، وقررت أن هذا هو الوقت المناسب للتوقف عن الحديث عن المساواة بين الجنسين، والبدء بفعل شيء على الأرض. مارليت تينازوا ديل (59 سنة)، وهي من البيرو وتعمل في "مازي ماس"، قالت إنها جاءت إلى لندن للبحث عن أفق جديد، والالتحاق بابنتها، وأعربت عن حبها للطبخ، "لأنه ينبع من القلب، ويوحدنا جميعاً"، وهي ترى في هذا المطعم مؤسسة إنسانية، يعطي الجميع فرصاً لحياة أفضل، بغض النظر عن العمر أو العقيدة أو العرق.