القراء الأعزاء خلقت المرأة سكن وأنس وراحة للرجل وخلق الرجل مودة ورحمة واحتواء للمرأة، وحين يحب الرجل امرأة من الطبيعي أنه سيسعي للزواج منها لتتوحد مشاعر الحب والدفء نفسيا وجسديا تحت سقف واحد، فيسعد بها وتسعد به ويتكرر اللقاء الحميمي (العلاقة الجنسية) بين الزوجين كلما اشتعل فتيل الشوق بينهما، فيعيشان أمتع اللحظات في الحلال، ولذلك يكون من الطبيعي أن تتكرر المعاشرة على الأقل مرتين أو ثلاث بالأسبوع كحد أدنى كما ذكر المتخصصون ، لكننا نتافجأ تلك الأيام ببروز ظاهرة تكبر وتتزايد يوما بعد يوم، وهي ظاهرة عزوف بعض الرجال عن زوجاتهم عزوفا وابتعادا جنسيا قد يصل إلى ثلاثة أشهر ويتعداها في بعض الحالات التي مرت بنا لتصل لخمس وست سنوات. تخيل ست سنوات يعيشان ببيت واحد وكل منهما بغرفة منعزلة لا نوم ولا معاشرة ويدعي بعدها أنها زوجته، أين هي الزوجية بتلك الحياة؟ أين حقها الشرعي؟ ونتساءل : أين تذهب رغبات الزوج ومشاعره وطاقاته؟ إنها في كثير من الأحيان إلا ما رحم ربي تذهب في العلاقات غير المشروعة التي تنهي حياة الزوجين بالطلاق عند اكتشاف الزوجة لها، ومن واقع الحياة لو فتشت عن السبب الرئيس للخيانات الزوجية ستجده إهمال شريك الحياة لحق الطرف الثاني بالحياة العاطفية والنفسية والجنسية. ماذا تنتظر أيها الزوج من زوجة تترك بالشهور والسنين بلا كلمة حلوة وبلا حضن أو قبلة أو معاشرة؟ أنا لا أبرر بكلامي خيانة الزوجة إن خانت، بل ألفت النظر فقط أن عزوف الزوج عن زوجته قد يفتح لها باب الخيانة ويزينه لها. وكذلك اهمال الزوجة لزوجها عاطفيا وجنسيا قد يدفعه كذلك للخيانة أو على أقل التقديرات قد يدفعه اهمالك للزواج السري أو العلني. لقد باتت حالات عزوف الأزواج عن معاشرة الزوجات ظاهرة تزداد يوما بعد يوم وإن استحى البعض أن يتحدث عنها لكنها الحقيقة التي جعلتني أبحث عن السبب لأصل لتلك النتائج: -    قد يكون عزوف الزوج بسبب ضعفه الجنسي فيحتاج لعلاج طبي، وهنا ينبغي على الزوج ألا يكابر ويتمنع ويهمل في العلاج اعتقادا منه أن ذلك سيخدش رجولته وهل خدش الرجولة أولى؟ أم وقوع الطلاق بسبب هجره لفراش الزوجية؟ -    قد يكون العزوف بسبب اهمال الزوجة في نفسها بذات الوقت الذي يتعرض فيه الرجل لفتن خارجية ،ويرى النساء بالخارج على أعلى درجات من الاهتمام والتزين فهذا يسبب له عزوفا ونفورا عاطفيا. -    قد يكون العزوف بسبب اتكال كل منهما على الأخر أن يبدأ هو أو تبدأ هي بطلب العلاقة وهذه مباديء نفسية عفا عليها الزمن وباتت عملة قديمة لا صرف لها. فلا مانع أن تبدأ الزوجة أو يبدأ الزوج لا عيب في ذلك ولا تقليل من كرامته بل هي عطاء وحب لا يحتاج لسابق انذار وترتيب. -    قد يكون العزوف بسبب قلة خبرة أحد الزوجين بفنون العلاقة الحميمية وهنا نقول أن العلاج أن يعلم الخبير منهما الآخر ويلفت نظره إلى ما يحب أن يجده من شريك حياته أثناء تلك العلاقة فما منا أحد ولد وهو يعرف كل شيء بالحياة -    قد يكون العزوف بسبب قلق الزوج أن يفشل بالمعاشرة بسبب أن زوجته تشعره كثيرا بضعفه وعدم رضاها عن معاشرته لها بل وتعايره أحيانا وتقارنه بغيره من أزواج صديقاتها وقريباتها مما يحبطه ويبرد الدم في عروقه بالشهور والسنين. أرجو أن ينتبه الزوج ويحاول العلاج لخطورة هجره للزوجة بالفراش وما يترتب على ذلك من آثار نفسية واجتماعية خطيرة أقلها الخيانة وطلب الطلاق.