نشر مؤخراً مقال في "ناشيونال جيوغرافيك" الصحافي بول سالوبيك، الذي خرج في رحلة نزعة مشي في العالم التي ستمتد حتى عام 2020، وتزامناً مع يوم المشي في أميركا، سألته المجلة: "هل أنت مجنون؟"، يقول: "بالطبع لا"، معتبراً أن الجلوس بهذه الطريقة التي يفعلها الناس هو الأمر غير المعقول، إذ يسبب لهم المرض والبؤس.   وضرب مثالاً أن الرجل النموذجي في شعب "هادزا" الأفريقي يمشي يومياً مسافة 7 أميال تقريباً، فيما يمشي الشخص الأميركي ثلث هذه المسافة، وما يفعله الرجل من "هادزا" هو المؤشر البيولوجي، وهو ما صممت أجسادنا للقيام به، وبإجراء حسبة بسيطة هذا يعني أكثر من 2500 ميل خلال السنة، "وهذا بالضبط ما أفعله أنا كل سنة، هذا أمر طبيعي".   ويضيف "بطبيعة الحال منذ أن انطلقت من القرن الأفريقي عام 2013، قوّى المشي ساقي وقلبي، والأهم من ذلك أنه ليّن ذهني، فقطع المسافات بين الدول والقارات سيراً على الأقدام يوماً بعد يوم، وشهراً بعد آخر، غير طريقتي في اختبار الحياة على كوكب الأرض".   وأوضح سالوبيك أنه تعلم بسرعة أن المناطق الأفقر في العالم هي الأكثر تجانساً مع المشي، ففي إثيوبيا، حيث القليلون فقط يمتلكون السيارات، الجميع يمشون هناك، حتى أن أصغر طفل فيهم كان يستطيع أن يقوده عبر المسارات البرية المعقدة، أما في البلدان الأكثر ثراء واعتماداً على السيارات، فلا يفقد الناس فقط تواصلهم مع البيئة المحيطة بهم فقط، وإنما مع شكل العالم أيضاً، فالسيارات تبيد الوقت والمسافات، داخل فقاعة مغلقة من المعدن والزجاج، بحسب تعبيره.   أما المشي في أصقاع الأرض فقد علمه المراسم القديمة المتعلقة بالمغادرة والوصول، والتخييم، وحمل الأمتعة على الظهر، والإحساس بالمسارات البرية، والتقاط محاصيل المزارعين، وقال "لقد تواصلت مع البشر بطريقة لم تكن ممكنة أبداً خلال عملي كمراسل يتتبع الخرائط بالسيارة، أما مشياً فألتقي بالناس بشكل متواصل، وأتحدث مع الغرباء مرات عديدة في اليوم، وبهذه الطريقة فإن المشي يبني منزلاً في كل مكان".