جاء في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم : (التمس لأخيك سبعين عذراً)، حرصا منه صلى الله عليه وسلم ان يتعامل الناس بقبول وحب وتسامح خاصة الزوجين ،وألا يفترض كل منهما بالأخر سوء النية . وهذه هي المشكلة التي عانى منها صاحب المسألة أكثر من 5 سنوات زواج. يقول الزوج: زوجتي -إن حدثتها- أو تناقشت معها بموضوع ما أو عاتبتها  لا تمهلني أن اكمل جملة على بعضها، فهى تناقشني بمبدأ افتراض سوء النية من البداية وبمجرد ما أفتح معها موضوع ما، تقاطعني وتظل تعلق وتطيل بالكلام وتصدر أحكاما ويعلو صوتها، لدرجة أنني في كل مرة اسكتها بقولي لها : طيب انا غلطان وانت على صواب .. ومع ذلك تظل تتكلم وتتهمني بأشياء لم أقصدها بحديثي معها وليست ببالي مطلقا. ولما سألت الزوجة تبين من ردها أن المشكلة اشترك يها الطرفان فالزوجة حساسة جدا ومن السهل أن تفسر كلام زوجها بطريقة خطأ، والذي يساعد على ذلك وجود تراكمات نفسية نتيجة مشاكل أهل الزوج معها وتحريض الزوج عليها. واما الزوج فقد شارك هو أيضا بوجود تلك المشكلة بأنه يصدر دوما كلاما يحتمل أكثر من معنى، مما يفتح الباب على مصراعيه للشيطان ليفسد عقل زوجته عليه وتفهم كلامه على المعنى السيء ومن هنا يأتي افتراض سوء النية وتتطور المشاكل. لذلك أنصح كل زوجين لديهما هذه المشكلة: أولا: أن يكون الزوج محددا دقيقا في حديثه وكلامه ، وألا يصدر كلاما يحتمل أكثر من تفسير، وليوضح جيدا أنه يقصد كذا وكذا. وعلى الزوجة أيضا إن شعرت بأنها ستستفز من كلام الزوج فعليها قبل التسرع بالانفعال أن تفترض حسن النية، بل وتسأله عن قصده مما قاله ساعتها سيشرح لها الزوج قصده ونيته فيزول الخلاف. فكم من بيوت خربت بسبب افتراض سوء النية سواء من الزوج أو الزوجة ووصل بهما الحال إلى الطلاق مع ان الحل كان سهلا وقريبا، لسنا مطالبين بالتفتيش عما في نوايا وصدور الناس بل يجب علينا التعامل بالظاهر وترك الباطن والنوايا لرب العباد، بل علينا أن نرتقي أكثر فنفسر مقصود الطرف الأخر على أحسن الوجوه والاحتمالات ووالله لو فعلنا ذلك لقلت المشاكل الزوجية وقلت حالات الطلاق. والانفصال بنسبة كبيرة لن من أسباب قتل المحبة والألفة بين الزوجين هو افتراض سوء نية الطرف الثاني مما  يجمد العلاقات الزوجية ويخلق جوا من الكآبة قد تصل بالزوجين لطريق مسدود.