يقطع آلاف الموظفين والموظفات ممن يعيشون في مدينة أو إمارة إماراتية ويعملون في أخرى مسافات طويلة بالسيارة كل يوم. مثلاً كثيرون يعيشون بالقرب من منطقة جبل علي في دبي ويعملون في أبوظبي، أو الشارقة وأبوظبي. والسبب في أن كثير منهم لا ينتقلون إلى العيش في أبوظبي، أن أسعار الشقق قد تكون أقل في دبي والشارقة من أبو ظبي، أو أن عائلاتهم وأصدقائهم أكثر في دبي، أو لأن حياة المقاهي والسهر والترفيه خياراتها أكثر في دبي، إذ تحمل مدينة أبو ظبي طابعاً ثقافياً أكثر من ترفيهي، ففيها توجد المتاحف العالمية والجامعات والمعارض الكبرى والمهرجانات الموسيقية النخبوية، أما دبي، فتجد فيها خليطاً من النخبوي والجماهيري من أماكن سهر وحفلات ومسرحيات مسلية. لهذه الأسباب قد يقطع كثيرون المسافة بين الإمارتين بين الوظيفة والبيت، ولكن لنعترف أن هذا السفر القصير يومياً يسبب الإرهاق الكبير للشخص وأنه حين يصل إلى البيت لا يفعل شيئا سوى مشاهدة التلفزيون. كما أن هذا التنقل استهلاك للوقود والسيارات وتعب لمحركاتها التي ستقطع مع آخر العام أميالاً. والأهم أنه كلما زاد تدفق السير في ساعات معينة في الصباح والمساء زادت نسبة الحوادث، وكلما قل هذا التدفق قلت فرص حدوث حوادث خطرة. كلنا نرى على الطريق مئات السيارات المسرعة يقودها من يريد الوصول بسرعة إلى عمله أو المتأخر أساساً. وما ينطبق على التنقل بين دبي وأبو ظبي، ينطبق على كل من يسافر بين مدينتين يستغرق وقت القيادة بينهما من 40 فما فوق. حسن إذن، إذا كنت من أحد هؤلاء الأشخاص أو كنت واحدة منهن، إليك هذه النصائح الضرورية: # تصلين إلى البيت من العمل ولم يعد لديك طاقة لفعل شيء، تجبرين نفسك من وقت لوقت على الخروج ولكنك مرهقة فعلاً، لذلك تحشرين كل أعمالك الخاصة يوم العطلة، الذي ينتهي غالباً وأنت لم تنجزي ربع ما أردت. عزيزتي أنت مرهقة، القيادة اليومية لهذا الوقت تنهك الجسد. لذلك لدي لك نصيحة ضرورية، من الأفضل أن تقسمي فترة البريك أو ساعة الغداء إلى نصفين، نصف ساعة في النهار، ونصف ساعة قبل نهاية الدوام، وفي النصف الساعة الأخيرة عليك أن تنامي ربع ساعة أو 20 دقيقة، وإن لم تتمكني قبل نهاية الدوام، فإياك أن تخرجي من المكتب قبل الاسترخاء العميق أو أخذ غفوة لمدة ربع ساعة قبل قيادة السيارة. هذه الغفوة ستغير كل حيوية ونشاط جسدك بعد الدوام، وترفعها بشكل كبير وملحوظ. (لا يجب أن تزيد عن 20 دقيقة). # إن لم تنامي أخرجي من مكتبك في أبو ظبي مثلاً وتمشي قليلاً لأقرب كافيه أو قودي سيارتك إلى دبي ولكن قفي عند أول استراحة ومشي قدميك وتناولي فنجان قهوة يعيد نشاطك وقنينة ماء صغيرة، اغسلي وجهك واستعدي للطريق. # لا تستعجلي لا في الذهاب ولا في الإياب، الأفضل أن تتأخري على أن تسرعي، يمكنك تعويض الوقت الذي تأخرت فيه مساء أو في يوم آخر. # إذا كنت أكثر من زميل وزميلة في العمل ممن ينتقلون بالسيارات بين الإمارتين، الأفضل أن تذهبوا وتأتوا معاً، وأن تتناوبوا على القيادة والسيارات، كل يوم مع أحدكم، بهذه الطريقة تسلون بعضكم في الطريق، وتخففون العبء عن سيارة كل منكم. # في الصباح أخرجي باكراً قبل موعدك العادي بنصف ساعة لتكسبي الطريق وتصلي قبل بدء الدوام فتدق ساعة الدوام وأنت وصلت ومرتاحة ومستعدة لأداء مهامك. # لكي لا تشعري بالإرهاق، قفي في منتصف الطريق، وقومي ببعض تمارين التنفس. بهذه الطرق التي نقترحها عليك تصلين بيتك لست مرهقة، ومستعدة للراحة نصف ساعة ثم الانطلاق إلى الجيم أو المقهى أو السينما أو القراءة.