ما إن يعتقد السعوديون أن ملف تكافؤ النسب قد أغلق، حتى يعود إلى التداول مجدداً. هذه المرة، جاءت الأنباء من العيينة، المدينة التاريخية التي تبعد عن العاصمة الرياض أقل من 30 كيلومتراً شمالاً، حيث أصدر قاضي المحكمة العامة حكماً بتفريق زوجين بناء على دعوى تقدم بها أعمام الزوجة، بحجة أن الزوج لا يتمتع بنسب عريق مثلهم، على الرغم من أن الزوجة كانت حاملاً في الشهر الثامن بطفلها الأول. وعلى الرغم من أن المحكمة العليا ردّت أكثر من حكم من هذا النوع، ووبخت القضاة لافتة إلى أن عدم تكافؤ النسب لا يعدّ سبباً للتفريق بين الزوجين، إلا في حال خدع الزوج عائلة زوجته وادعى أنه من نسب مختلف. إلا أن هذا الأمر لم يتحقق في حادثة العيينة، علماً بأن عائلة الفتاة كانت قد وافقت على الزوج. ويؤكد الزوج، الذي يعمل في الجيش، وهو موجود في اليمن حالياً، أنه لا يريد الانفصال عن زوجته. يضيف: "تزوجت منها بعد موافقة أشقائها ووالدتها. لكن والدها لم يكن موافقاً لأنه لا يريد لابنته أن تتزوج. لذلك، زوّجها شقيقها". يضيف :"بعد نحو عام، علم أعمام زوجتي بالحمل، وتقدموا بدعوى لتطليقها مني بحجة عدم تكافؤ النسب، وكانوا قد سعوا أكثر من مرة إلى إفساد الزواج". وفي مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، تؤكد الزوجة، مها، أنها لا تريد غير "سلامة طفلها والعيش مع زوجها مثل أية أسرة طبيعية، وقد أرهقتها المشاكل". وأنها لم تستطع الزواج بسبب والدها الذي كان يرفض كل من يتقدم إليها بحجج غير مقنعة، فرفعت عليه دعوى العضل، وزوجها شقيقها من عسكري في الجيش السعودي يخدم وطنه الآن في اليمن. ولم يكن من الزوج إلا استئناف الحكم، متهماً القاضي الذي أصدر الحكم بالانحياز غلى خصومه. ويسأل: "كيف يمكن الحكم بغير الشرع؟". الحادثة أثارت الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي منذ يومين، وبناء عليها صرّح المستشار القانوني والناطق باسم وزارة العدل في المملكة الشيخ منصور القفاري أن القرارت القضائية والمبادئ لا تفرق بين الزوج وزوجه بسبب عدم تكافؤ النسب، وأن الأصل في الإسلام هو الكفاءة في الدين. هذه الحالة ليست فردية. ويستمر القضاة في متابعة تلك القضايا، مستفيدين من الصلاحية المطلقة التي منحها النظام القضائي السعودي. وقبل نحو عامين، ضج الشارع السعودي بقضية تفريق بين زوجين بحجة أن الزوج لا ينتمي إلى قبيلة عريقة على غرار الزوجة. وعلى الرغم من رفض الزوجة القضية التي رفعها أبناء عمومتها، أمر القاضي بتفريق الزوجين غير عابئ بالطفلين. شاهدي فيديو الفتاة السعودية تناشد السلطات حمايتها: