سؤال كثير ما راود أذهان كثير من الزوجات اللاتي تعرضن لاكتشاف خيانة الزوج وخاصة تلك الزوجات اللاتي ملكن الدليل على الخيانة بمشاهدة او سماع أو اعتراف من الزوج. وحين يطلب الزوج الخائن أن تسامحه تقف الزوجة أحيانا عاجزة عن أخذ القرار خاصة لو كان بينهما أطفال، وخاصة لو أبدى هذا الزوج ندمه وبدأ يتوب ويصلي ويلتزم ويطلب منها ليل نهار الستر عليه حتى لا يفضح امام ابنائه وعائلته وإخوته وأبويه الذي يعتبرونه قدوة. هذه هي قصة صاحبة تلك المسألة ولسان حالها يتساءل: كيف أسامح زوجي الخائن؟ تقول الزوجة: كنت أشك بعد زواجنا بعامين بأن هناك شيئا في الخفاء يجري من ورائي بين زوجي وزميلته بالعمل، وهي من جنسية غير عربية. وتضيف: لكن في كل مرة أسأله عن مكالماته معها وصوره معها، يبرر لي ذلك بأنها مجرد زميلة بالعمل وظللت فترة مستغفلة حتى اكتشفت ورأيت صور وفيديوهات تؤكد خيانته لي معها. فلما واجهته انكسر أمامي كالطفل باكيا وهو يقول: والله لا أدري كيف وقع مني ذلك وكنت اظن ان الله ستر علي في هذه الجريمة لكني فضحت امامك وامام نفسي .. قالت: وأقسم الزوج انه لن يكرر هذه الغلطة وانا لا أعرف يا سيدي هل هو صادق أم كاذب في نيته وماذا يضمن لي انه لن يكرر الخيانة مرة اخرى ؟ وكيف أعيد لنفسي الثقة فيه بعد تحققي من خيانته؟ الجواب: أعرف أختي الفاضلة صعوبة الأمر نفسيا عليك ومدى القهر الداخلي الذي تشعرين به ونعرف عمق الجرح الذي ربما سيظل سنوات بقلبك لكني أقول لك الحل في كلمتين من واقع الاف المشاكل التي عرضت علينا: وهو أن تعطيه فرصة أخرى وأخيرة وتابعي معي المكاسب التي ستجنيها إن سامحته وفتحت له المجال ليثبت صدق نواياه وهي كالتالي: أولا: الزوج الان في حالة انكسار شديدة أمامك وفرصتك هنا أن تستثمري ذلك بمسامحته لتتضح نيته بالأيام المقبلة و منها تكسبين توبة زوجك والحديث يقول ( إن يهدي الله بك رجلا واحدا خير من الدنيا وما فيها) ومنها تتأكدين من صدقه. ثانيا : بمسامحتك له تلك المرة سيزيد رصيدك النفسي والعاطفي من الاحترام والتقدير بقلب زوجك الذي ربما لو كان مكانك وكنت انت المخطئة لما سامح ولما غفر وبذلك تكونين اليد العليا والقلب الأرقى والنفس العالية وصدقيني لن ينسى لك هذا الموقف الفارق. ثالثا: إنه الان في أشد حالات القلق من فضيحته امام اهله وأبنائكم لذا استري على زوجك ولا تفضحيه لتكسبي نقاط جديدة في قوة علاقته بك ولتبرزي له اخلاق الزوجة العاقلة الصبورة فيتمسك بك طول العمر ويعمل لك ألف حساب. رابعا: هذا هو الوقت المناسب لحل اي خلافات سابقة مادية او غير مادية وسيقبل بكل شروطك لأنه محتاج لإرضائك بهذا الوقت لتسامحيه فعليك بترتيب أوراقك معه من نفقة او توفير طلبات للبيت او حتى تقديم رضوة لك ( مال او ذهب) فهذا من الأمور الشرعية المعروفة لمسامحة الزوجة وترضيتها . خامسا: راجعي انت نفسك أيضا ولا تتركي مثلا فراغا عاطفيا بحياته واعتن بنفسك بلبس وزينة ودلال لأنه ما من رجل ينظر خارج بيته إلا لنقص بالبيت من قلة اهتمام او قلة تزين او قلة حب وإياك ان تنشغلي بالأبناء عن إشباع عواطفه نفسيا وجنسيا حتى لا تتكرر مأساة الخيانة سادسا: قو صلته وصلتك بالله فما من انسان يذنب ويعصي إلا ببعده عن الطاعات والعبادات. سابعا واخيرا: يستحب لو وثقت حقوقك معه بالتوجيه الأسري ببلد اقامتكم فهو أفضل الطرق لحفظ الحقوق بين الطرفين وتوعية كلا الزوجين بالحقوق كل على الأخر.