بدأت لجنة خاصة، أمر بتشكيلها المدير العام للتعليم في جدة عبد الله الثقفي، أمس، التحقيق في ملابسات وفاة الطفل نواف السلمي في حافلة خاصة بمدرسة أهلية، وهي الحادثة الثالثة التي تقع في السعودية منذ 2015. الطفل (8 أعوام)، لم ينزل من الباص عند وصوله إلى مدرسته صباحاً، إلى حين اكتشاف وجوده داخلها عند انتهاء الدوام، فنُقل إلى المستشفى الذي كشف عن وفاته. وأكد الناطق الإعلامي العقيد عاطي القرشي، أن شرطة محافظة جدة باشرت إجراءات الضبط الجنائي في حادثة وفاة الطفل، وقال في بيان رسمي: "إن سائق الحافلة (36 عاماً)، عربي الجنسية، قال إنه لاحظ عند نهاية اليوم الدراسي وجود طفل داخل الحافلة فاقداً الوعي". وحمّل ذوو الطفل إدارة المدرسة كامل المسؤولية، من جراء إهمالها الكبير، وعدم مراقبتها السائقين وحافلات المدرسة، خاصة أن الطفل تغيّب عن الدراسة، ولم تقم المدرسة بتنبيه عائلته كما هو النظام، وتعتزم العائلة مقاضاة المدرسة بتهمة الإهمال والتسبب في وفاة الطفل. من جانبه، كشف الشقيق الأكبر للطفل، نواف السلمي، والذي يدرس في المدرسة نفسها، أن سائق الحافلة أغلق عليه الباب لأكثر من ست ساعات، من دون أن ينتبه لوجوده فيها. وأضاف في تصريحات صحافية "كان نواف نائماً خلف السائق مباشرة، ولم ينتبه له السائق، وفوجئت عند خروجي من المدرسة بعد الظهر، بغياب شقيقي من مبنى المرحلة الابتدائية، وعند سؤالي للمعلمين والطلاب ذكروا أنه في العيادة المدرسية، ولكن عندما توجهت إلى هناك لم أجده، حينها طلب مني أحد السائقين أن يقوم بتوصيلي للمنزل". وشدد الشقيق على أنه وجد أغراض شقيقه في القسم الخلفي للحافلة، وبعد نقله إلى المستشفى كان قد فارق الحياة. ويتوقع أن تتخذ الوزارة عقوبة قاسية تجاه المدرسة تصل إلى الإغلاق الكامل، وهو القرار الذي سبق أن اتخذه وزير التعليم السابق، الدكتور عزام الدخيل، بحق مدرسة أخرى في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعد أن توفي أحد الطلاب داخل حافلة المدرسة، في حادثة مماثلة، كما شهدت جدة حالة ثالثة عام 2015.