على الرغم من أن مرض السكري الكاذب، ومرض السكري العادي، يحملان التسمية ذاتها، إلا أنهما يختلفان بالكثير من النواحي. فالسكري العادي هو ارتفاع في السكر بالدم، ويحصل بسبب الوراثة وقلة النشاط البدني، وتناول أنواع خاطئة من الأغذية. أما مرض السكري الكاذب فيختلف كثيراً عن السكري العادي. والنوع الكاذب هو الأقل شيوعاً وأسبابه وعوارضه وحتى طرق علاجه عن السكري العادي مختلفة. وواحد من بين 25 ألف شخص يصاب بالسكري الكاذب. ويصيب النساء خلال فترة الحمل، وأيضا الأطفال الرضع والصغار. وعوارض إصابة الطفل به تتمثل بالبكاء غير المبرر وتبليل الحفاضات بشكل كبير جداً ، وجفاف في الجلد وبرودة في الأطراف، وفقدان في الوزن وربما إصابته بتأخر في النمو. أما الأكبر سناً فيعانون تبولاً دائماً في الفراش وخللاً في الشهية واضطراباً في النمو وتعبا شديداً. وهناك عارضان يتشابهان بشكل كبير بين السكري العادي والكاذب، وهما الشعور بالرغبة الدائمة في الذهاب إلى الحمام، والشعور الكبير بالعطش. ولكن هناك أعراض أخرى هي: الشعور بالغثيان والقيء، رتفاع حاد في درجة حرارة الجسم، الإسهال الشديد والمتكرر، فقدان الوزن بشكل سريع، الاكتئاب، البكاء من دون سبب، التوتر الشديد. وتحدث الاصابة به نتيجة لعدم قيام الجسم بإنتاج أو تخزين أو حتى إطلاق الهرمون المضاد لإدرار البول، بسبب خلل في الغدة النخامية. أو لخلل في أنابيب الكليتين وفقدان كميات كبيرة من السوائل من الجسم، وهي في العادة تكون وراثية وتصيب الذكور أكثر من الإناث. وفي بعض الحالات تفشل الكليتان في الاستجابة إلى الهرمون المضاد لإدرار البول. والسكري العادي مرض مزمن، والكاذب يمكن أن يتحول إلى مرض مزمن أيضاً، وذلك في حال كان السبب وراء الإصابة به هو خلل في إفراز الهرمون المضاد لإدرار البول، لأن من النادر أن تفرز الغدة النخامية هذا الهرمون من جديد بعد التوقف عن إفرازه. ويتسبب المرض في جفاف في الجسم، اختلال نسبة المعادن والأملاح، فقدان كمية عالية من السوائل وخلل بنسبة البوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم، ما يؤدي بدوره إلى ضعف عام ومشاكل في ضغط الدم، وعلى المدى البعيد مشاكل في العظام وفي صحة الدماغ، انخفاض شديد في الوزن وعدم التركيز وربما فقدان الوعي. ويعتمد تشخيصه على إجراء فحص للسكر في الدم في الصباح وبعد ساعتين من تناول الطعام، وإجراء فحص لمخزون السكر أيضاً. ولكن في حال كانت النتيجة طبيعية لهذه الفحوص، فإن الشكوك ستتحول مباشرة للإصابة بالسكري الكاذب. ويتم التأكد من الإصابة به عبر عدد من التحاليل المخبرية وهي قياس أملاح الدم والكلورايد بعد منع المريض عن شرب المياه لفترة معينة و فحص هرمونات الجسم خصوصاً الهرمون الذي يسمى «فازوبرسين»، وفحص البول، و فحص حجم الماء في الجسم. كما أنه يمكن للطبيب أن يطلب إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي للرأس. ويعتمد العلاج على: - تعويض المريض عن كمية السوائل التي يخسرها من البول. - إعطاءه الهرمون المضاد لإدرار البول التعويضي في حال غيابه من الجسم. - التأكد من صحة الكليتين وعلاجهما في حال وجود مشكلة. - فحص قلب وضغط المريض بشكل مستمر.