كيف يمكن أن نقرأ هذا الخبر ولا نتأثر، ولا نشعر بالأمل والرغبة في مقاومة مشاكلنا والاندفاع نحو الدراسة والحب والتمتع بعمرنا والحياة. الخير الذي انتشر أول من امس في الصحف يقول إن سيدة فرنسية بعمر 91 حصلت على الدكتوراة، بعدما عملت على موضوع بحث تطلب منها 30 سنة للانتهاء منه والخروج بـ 400 صفحة. وناقشت كوليت بورلييه، رسالة الدكتوراه رغم أن عمرها تجاوز تسعة عقود، وبعد عملها على بحث استمر ثلاثة عقود وتناول موضوع العمال المهاجرين، وهو مكتوب بالكامل باليد، لتحصل على لقب دكتورة في الجيولوجيا. وعللت كوليت، حصولها على الدكتوراه بعد كل هذا الوقت بالقول "لقد أخذت وقتي وعرفت عدة توقفات ولكن يبدو أن اللجنة راضية عني"، وانتظرت إلى أن تحصل على تقاعدها لتتفرغ للماجيستير ثم الدكتوراه. وأثنى من حولها على بحثها، إذ اعتبر مشرفو وأعضاء لجنة مناقشة الرسالة أنها لا تكتفي بالقراءات السطحية للموضوع، بل كانت تغوص أعمق خلف الأرقام، كما اعتبروا أن البحث صار يعتبر مرجعا للأجيال اللاحقة. واعتمدت كوليت على نظام مرن قديم، لا يربط الطلبة بتوقيت محدد لانتهاء الأبحاث لتنطلق وتدرس العمال المهاجرين في إحدى المدن الفرنسية، وتتعاون مع مختلف الفعاليات في المنطقة على ذلك.