جعل الله الرجل سترا على الزوجة والأبناء وأمره بأن يحميها ويغار عليها ويعلمها أمور دينها، ولا خير في زواج لا يزداد فيه المرء يوما بعد يوم خلقا وعلما واستقرارا، ولأننا بزمن العجائب فقد وصل الحال ببعض الأزواج – وهي من الحالات النادرة - لا أن يمنع زوجته من الوقوع بالخطأ بل هو الذي يطلب منها مشاركته في قبيح الأفعال. تقول الزوجه: ذهبت لأطلب الطلاق لأن زوجي وبعد 10 سنوات من العشرة بدأ يتعذر من اعطائي الحق الشرعي فلما بدأت انفعل وأتضايق منه وأخبرته بأن ذلك حقي دينا وشرعا بدأ يساومني على بعض الطلبات الشاذة ويصارحني بها تدريجيا فظننت بالبداية أنه يمزح لكن بعد أن فوجئت بفتاة غير عربية اتصلت بي من أسبوعين وطلبت مقابلتي لأمر هام فلما تقابلت معها بمكان عام اتضح أنها تود التعرف لي من أجل إقامة صداقة "غير بريئة" بيننا فنهرتها وصممت أن اعرف من أعطاها رقمي فاتضح وبكل أسف أنه زوجي. فما واجهته قال: (خليك فري ومتفتحة ..عموما أنا كنت بهزر معك..) حاولت أنسى ذلك الموضوع لكنه مصمم ألا يعاشرني ويتحجج ببعده عني بأعذار واهية. وإذا بالضربة الأقوى من الأولى تأيني منه حيث أنه فاتحني بموضوع دفعني اليوم للإنفصال فورا ودون أي تراجع ولا سماع لنصائح.. وهو أن زوجي يريدني أن أذهب معه لحفلة. فقلت له : جميل لا مانع لدي طبعا من الذهاب سويا لأني من زمان ما خرجنا سويا وفرصة نغير جو وسأترك الأولاد عند أمي.. فقال الزوج: إنها ليست حفلة عرس أو عيد ميلاد كما تظنين.قلت له: إذن حفلة خطوبة لأحد أصحابك؟ قال: لا. قلت له: إذن حفل تكريم أو حفل غنائي. قال: لا ..قلت له :أخبرني إذن عن مفاجئتك فأنا متشوقة للخروج معك من أكثر من سنة . فرد زوجي بجواب جعل رأسي يدور وكدت أفقد عقلي قال: هي (حفلة تبادل زوجات ) قلت له: ماذا تقصد بتبادل زوجات ؟ قال: (إن الدول المتفتحة المتقدمة تقيم مثل تلك الحفلات وهي حفلات تعطي دافع كبير للإستمرار مع زوجاتهم ونجاح الحياة الأسرية والعلاقة الحميمية وخلينا نجرب ولو عجبك الأمر نكررها). صرخت في وجهه قائلة: أي تجربة وأي حياة أسرية؟ وهل تقبل كرجل على نفسك ذلك مستحيل؟ فقال: إن صديقي قبل على نفسه هو أيضا وهذه أمام تلك .. صرخت بأعلى صوتي بتلك اللحظة لأقول له طلقني طلقني ..لأني تأكدت ساعتها بأنه جاد وشاذ ولابد من الانفصال عنه. الجواب: إن صح ما ذكرته يا سيدتي فالحل في كلمتين : الطلاق واجب . لأن العيش مع رجل فقد الغيرة ورضى لنفسه أن يكون –كما ورد بالأحاديث- ديوثا لا خير بالبقاء معه . إن ما ذكرته والله أمر تقشعر له الأبدان ، ويشيب لِـهولِـه الولدان لقد كان أهل الجاهلية الأولى - رغم جاهليتهم – كانوا يرفضون الزنا ، ويرونه عاراً ، ولم يزِد الإسلام ذلك إلا شِدّة ، إلا أن الإسلام تمم مكارم الأخلاق وضبطها بضوابط الشريعة فالرجل الجاهلي كانت تحمله الغيرة على دفن ابنته وهي حيّـة ، فجاء الإسلام وأقرّ الغيرة ، وحرّم وأد البنات وكانت الغيرة خُلُـقـاً يُمدح به الرجال والنساء وكان ضعف الغيرة علامة على سقوط الرجولة.