لن يكون حمل الشابة الإماراتية موزة النطروشي، 23 عاما، حدثاً عائلياً خاصاً، إذ أنها في حال نجح حملها ستكون أول امرأة في العالم تستطيع الحمل بعد زراعة مبيضها الذي قررت والدتها تجميده منذ أن كانت طفلة. العملية أجريت فعلاً وما زالت نتيجتها غير محددة بعد، ولكنها إن نجحت فستعطي الأمل لآلاف من الفتيات الأخريات ممن تعرض جهازهن التناسيلي للخطر بسبب علاج السرطان وهن في سن مبكر. الفضل في قصة موزة كان لحكمة الأم وتطور الطب، فقد كانت طفلة حين اضطرت إلى للعلاج الكيميائي في مستشفى جريت أورموند ستريت في لندن، وقد أجريت لها عملية زرع نخاع العظم من شقيقها، وكان الأمر بالنسبة للعائلة مفروغا منه إنهم يريدونها أن تعيش ويعلمون أنها ستسخسر أموراً أخرى بسبب المرض مثل الحمل والإنجاب. لكن وفي حديث الوالدة مع الأطباء اكتشفت أن هناك إمكانية لتجميد أحد المبيضين لحفظ خصوبتها فطلبت إجراءها. كانت الأم من الوعي بحيث لم تفوت على ابنتها هذه الفرصة، وها هي تحصد نتيجة قرارها العظيم والمؤثر في حياة ومستقبل طفلتها آنذاك. قررت موزة زرع المبيض بعد زواجها من أحمد، وقرار الاثنان أن الوقت قد حان للإنجاب. ونُقل المبيض الذي ظل مجمدا حتى 2015، إلى الدنمارك لأسباب تتعلق بالإمكانيات الطبية هناك، حيث تمت زراعته مجددًا في جسدها، بمساعدة طبيبتها، استشاري أمراض النساء سارة ماثيوز. قبل عملية الزرع، كانت موزة تعاني من انقطاع الطمث المبكر في سن ال 21 بعد أن تركت بمبيض واحد، وأعاد الأطباء الدنماركيين، الذين كانوا وراء تحسين تجميد المبيض وزراعة الأعضاء، المبيض إلى جسدها في أغسطس الماضي، والآن عادت هرمونات موزة إلى المستويات العادية. هي وزوجها أحمد، خضعا لعمليات أطفال الأنابيب، في محاولة منهما لتحسين فرصتها في الحمل، وتم جمع ثمانية بويضات من الأجنة الثلاثة التي أنتجتها ومن المتوقع أن تتم زراعة واحدة الشهر المقبل، سوف تنجح في الولادة بسبب صغر سنها. وقالت موزة لصحيفة صنداي تايمز: "ليس هناك ما يجعلني أكثر سعادة من استخدام المبيض الخاص بي"، مضيفة : "أمي هي التي فعلت ذلك الشيء الضخم بالنسبة لي وهو أنها جمدت مبيضي وحفظته لي حتى كبرت واستخدمته"، معبّرة عن سعادتها قائلة: "أنا سعيدة جدًا أن الدكتورة ماثيوز حصلت على ثمانية بويضات، فأنا لدي أمل، أريد أن أصدق أنني سوف أحمل، ولا استطيع الانتظار حتى ذلك اليوم، وأود أن أقول لجميع النساء بأنهن قد حصلن على الأمل". وأكدت الدكتورة ماثيوز أن الغالبية العظمى من الفتيات اللواتي سبب العلاج لهن مضاعفات في الدم مثل الثلاسيميا بيتا، أن موزة ستكون قادرة أن تصبح أمًا.