كثيراً ما يطلب من طبيب الأسنان طلبات غريبة، وبعض الأحيان تكون طلبات مستحيلة، وللأسف بعض الأطباء ينساقون وراء هذه الطلبات وذلك سعياً لإرضاء المرضى ويكون ذلك على حساب مصلحة المريض وكذلك الناحية التجميلية. فيجب على طبيب التجميل الناجح إقناع المرضى بالعدول عن هذه الطلبات لأنها قد تسبب ضرراً في أسنانهم أو في شكل وجمال ابتساماتهم. طبيب الأسنان رشاء غزال، يذكر لنا بعض أغرب الطلبات التي مرت عليه من قبل الإماراتيين كمتخصص في تجميل الأسنان فيقول: "هناك من يطلب: 1- الأسنان البارزة، وذلك لتعديل صغر الفك العلوي أو لتكبير الشفاه وهذا اعتقاد خاطئ لأن ذلك قد يسبب مشاكل في نطق الأحرف الصوتية مثل حرفي السين والفاء، فإذا كان المريض يعاني صغر الفك يجب عليه مراجعه طبيب التقويم لعلاج ذلك، وإن كان يرغب في تكبير الشفاه فذلك لا يتعلق بالأسنان ويحتاج مراجعة أخصائي جراحة تجميلية. 2- الأنياب الطويلة، ما يسمى (حبات الرمان أو مصاص الدماء) وذلك ليس مظهراً جمالياً، وقد يؤثر في العضة الخاصة بالمريض. 3- الثنايا الطويلة، ما يسمى (أسنان الأرنب)، وذلك أيضا ليس حلاً تجميلياً وقد يؤثر في نطق أحرف مثل الثاء والظاء والكاف. 4- الأسنان مستطيلة الشكل، ولكن ليست كل الحالات التجميلية يتناسب معها الشكل المستطيل، فهذا الشكل يتناسب مع الرجال ويجب عدم إعطائه إلى الإناث كونه يعطي إيحاءً بالذكورة مع مراعاة شكل الوجه والأنف والشفاه. 5- مستوى واحد من اللثة المحيطة بالأسنان، ويطلبون تعديلها بالليزر، ولكن هذا قد يسبب ضرراً باللثة ومشاكل لثوية كثيرة والأجمل أن يكون مستوى اللثة الخاص بالثنايا والأنياب متساوياً بينما مستوى اللثة الخاص بالرباعيات والضواحك أقصر ليعطي انحناء الجمال الخاص بمستوى اللثة. 6- إطباق الأسنان حداً إلى حد، وهذا قد يسبب ضرراً بالأسنان وانسحال طبقة المينا، والأجمل أن يكون الفك العلوي متقدماً على الفك السفلي. 7- أن تكون الأسنان التجميلية بنفس الطول، ولكن ذلك قد يؤثر في العضة ولا تكون النتيجة جمالية، والأفضل أن يكون طول الأسنان طبيعياً، فتكون الثنايا طويلة والرباعيات أقصر ثم تأتي الأنياب طويلة والضواحك أقصر. 8- الحصول على لون أسنان فاتح جداً لا يتناسب مع لون بياض العين، ولا يتناسب مع لون البشرة والشفاه، فالأفضل أن تكون الأسنان قريبة من لون البشرة ولون بياض العين. 9- أن تكون الأسنان بلون واحد ومن دون شفافية، وذلك لا يتناسب مع الطبيعة الجمالية التي تفرض أن تكون الأسنان، وإن كانت بيضاء أن تتدرج بالبياض وأن يكون الحد القاطع شفافاً فذلك أجمل. 10- شكل ابتسامة لا يتناسب مع شكل الوجه، كأن تطلب إحداهن الحصول على أسنان مربعة أو مستطيلة، ولكن هذا لا يتناسب مع الخطوط العريضة في تجميل أسنان النساء، فيجب أن يكون شكل الأسنان مثلثاً أو بيضاوياً مع زوايا دائرية والبعد كل البعد عن الزوايا القائمة ذات المظهر الذكوري الموجود في الأشكال المربعة والمستطيلة. 11- بعض المرضى لديهم فراغات في الأسنان ويطلبون من طبيب الأسنان تعديل هذه الفراغات تجميلياً، ولكن هذا العلاج لا يجوز، والأجمل أن يقوم المريض بإغلاق الفراغات تقويمياً ثم البدء بخطة تجميل الأسنان. 12- بعض المرضى لديهم تراكب في الأسنان وعدم ارتصافها بشكل سليم ويطلبون أن تحل هذه المشكلة تجميلياً، ولكن الأفضل أن يقوم المريض بعمل تقويم ثم التجميل لأن النتائج التجميلية لن تكون مقنعة. 13- بعض الأحيان يطلب المرضى أن يكون الحد القاطع للأسنان الأمامية سميكاً، اعتقاداً منهم بأن ذلك يعطي قوةً في الأسنان، وهذا لا يتناسب مع وظيفة القواطع التي سميت كذلك لكي تقطع الطعام، والتي تحتاج أن تكون الأسنان حادة ورفيعة لكي تسهل وظيفة القطع في الأسنان الأمامية. 14- بعض المرضى يطلبون أن تكون الأسنان في الابتسامة ملتصقة ببعضها البعض، وذلك اعتقاد خاطئ بأن التصاق الأسنان يقويها، بل على العكس تماماً إذا كانت الأسنان ملتصقة فإن ذلك يمنع المريض من تنظيف بين الأسنان بالخيط مما يزيد من تراكم الجراثيم والجير بين الأسنان مسبباً التهاب اللثة وضرراً كبيراً في بنية الأسنان. 15- والبعض يطلب تغيير الحشوات القديمة، اعتقاداً بأنها عندما تكون قديمة تسبب رائحة في الفم، وهذا غير صحيح والحشوات القديمة لا تغير إلا إذا وجد سبب وجيه لذلك كالألم أو التسوس، لأن تغيير الحشوات لأسباب تجميلية يضر ببنية الأسنان ويضعفها". ويختتم الدكتور غزال حديثه قائلاً: "إن تطبيق المبادئ الأساسية للجمال دون أن نعتبر كل مريض على أنه فرد ذو حاجات وميزات خاصة يعتبر خطأً خطيراً يوازي ترميم الأسنان الأمامية دون الاهتمام بالنواحي الجمالية، ولا توجد صيغة علمية قابلة للتطبيق على جميع الحالات، لأنه لا يوجد إنسان يماثل إنساناً آخر، على كل حال فإن بعض المبادئ تفيد طبيب التجميل للحصول على ابتسامات جميلة، هذه المبادئ يجب ألا تنسى وأن تتبع وتطبق متى أمكن ذلك وعدم الانجراف وراء طلبات المرضى المبالغ فيها، فطب الأسنان التجميلي علم قديم، ولكن في زمننا هذا تطور تطوراً كبيراً وأصبح ضرورة لا يستهان بها، نظراً إلى أهمية الابتسامة الجميلة في حياتنا والتي تعكس من ورائها شخصية كل منا".