في سفرتي الأخيرة لماليزيا زرت مراكز الاصلاح الأسري عن قرب هناك واطلعت على سر انخفاض معدلات الطلاق منذ 5 سنوات بماليزيا والتي كانت 38% لتصبح الآن 8%. ووجدت أن من أهم أسباب انخفاض معدلات الطلاق أنهم لا يزوجون الرجال والنساء (عقد القران) إلا بعد أن يحصل الزوجان على رخصة الزواج وهي رخصة مثلها مثل رخصة القيادة، حيث يحصل عليها الطرفان بعد حضور دورات أسرية وتوعوية تابعة للمحكمة ويختبر فيها الطرفان بامتحان مثل امتحان المدرسة والجامعة. وبعد تسلم الرخصة يسمح لهما بالزواج بعد تسليم قسم عقود الزواج أصل رخصة الزواج ورأيت مدى نجاح الحياة الأسرية بعد هذه التجربة . والتي نتج عنها تعاولات راقية بين الطرفين. فعندهم لا حرج أن يقوم الرجل عند تأخر زوجنه بالعمل باعداد الطعام وأحيانا يتناوبان تنظيف البيت هو يوم وهي يوم، ولو تأزمت الظروف المادية مثلا لدى الزوج وترك العمل ومكث بالبيت فترة زمنية سنة أو اكثر لا حرج عندهم أن يحل الزوج محل الزوجة في كل شيء بالبيت: من تنظيف للبيت وتنظيف الأبناء والمذاكرة لهم وحملهم للطبيب أو التنزه ومتابعتهم بالمدارس واعداد الوجبات وتنظيف المطبخ و تغيير ملابس البيبي (الرضع) وتجهيز الرضاعة له، كل ذلك دون أي تكلف أو ضيق أو تذمر من الزوج. وهو يقدر لها تعبها وانفاقها على البيت حتى يحصل هو على عمل مناسب ولا تجد بينهما معايرة أبدا ولا من ولا شكوى، حتى يوم إجازة الزوجة تستيقظ وقد غسل الزوج ملابسها وكوى ثيابها وجهز لها الفطور في سعادة وحب ورضا عجيب. بالطبع فإن ذكر هذه التجربة الماليزية ربما لا تكون على هوى بعض أزواجنا من العرب لأن بعضنا تعود أن يجلس عاطلا عن العمل بل ويأخذ راتبها ويهينها ولا يتحمل مسؤولية الأولاد، وهذا ليس من نهج ديننا ولا من سنة نبي الرحمة الذي كان يساعد أهل بيته ويعمل على خدمتهم ويكن البيت (يكنس البيت) ويخيط ثوبه ويخصف نعله وكلها كانت أعمال من اختصاص الزوجة في هذا العصر لكنه النبي والزوج المثالي الذي سبق عصره وزمانه . ورأيت بعد اطلاعي على تجربة ماليزيا أنه لا حل لتقليل معدلات الطلاق في بلادنا العربية إلا أن نحذو حذوهم كأزواج وزوجات وأن نفهم ما معنى الزواج وأن التعاون والاحترام هما عمودان أساسيان لنجاح الحياة الزوجية . فهل توافقوني الرأي اعزائي القراء؟