قبل ستة أعوام قام معهد "ليغاتوم" أو "شبكة حلول التنمية المستدامة" التابعة للأمم المتحدة، بإجراء دراسة شملت 142 بلد يشكلون 96% من سكان العالم. الدراسة أطلق عليها "قياس مؤشر السعادة"، وتعتمد على قياس: مدى شعور الأفراد بالسعادة والرضا في حياتهم، والدول الأكثر سعادة غالباً ما تكون الدول الأكثر ثراء إلى مدى معين، إضافة إلى عوامل أخرى مساعدة مثل الدخل الإضافي والدعم الاجتماعي، وغياب الفساد ومستوى الحرية التي يتمتع بها الأفراد. ومنذ أن ظهرت يجري المعهد الدراسة نفسها كل عام، وقبل يومين ظهرت نتيجة هذا العام لتحصل الدنمارك على أعلى درجة في مؤشر السعادة العالمي، والإمارات في مؤشر السعادة العربي. بينما تأتي سوريا في المرتبة الأخيرة في مؤشر السعادة العربي، وقبل الأخيرة في العالمي. السعوديون اعتبروا أن تقرير "مؤشر السعادة" الذي أصدرته "شبكة حلول التنمية المستدامة" التابعة للأمم المتحدة، أنصف السعودية بوضعها في المرتبة 34 عالميا، رغم المصاعب التي عانت منها البلاد العام الماضي، من جراء الأزمة الاقتصادية، والحرب في اليمن. بينما اعتبر ناشطون أن المؤشر مهم، لكن كان يجب أن يكون مصدر معلوماته معاهد مستقلة وليس الجهات الحكومية ليكون أكثر شفافية، وأن وضع المرأة لا بد أن يكون مدروساً في هذا التقرير. لكن حلول المغرب في المرتبة العاشرة بالنسبة لمنطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، والمرتبة التسعين من بين 157 بلدا في العالم، على مؤشر السعادة العالمي لسنة 2016، أثار الاحتجاج من المغاربة، الذين رفضوا التصنيف، واعتبروه ترتيبا مجحفا في حق بلادهم، خاصة إذا ما قورنت مع بلدان تعيش أوضاعا اجتماعية وأمنية مأساوية، فيما أيده آخرون بالنظر إلى أن مؤشر السعادة محكوم بعدة معايير. أما سوريا فيبدو أن مؤشر، وبحسب كثير من السوريين، هي البقاء أحياء مع عائلاتهم والنجاة من الحرب. الجديد في هذا التقرير يتمثل في أنه يقيس ويأخذ بعين الاعتبار أيضا النتائج المترتبة عن التفاوت في توزيع الرفاهة والثروة. مرة أخرى، ظهر من خلال النتائج التي شملت الفترة الممتدة من 2013 إلى 2015، وجود منافسة بين رباعي يتشكل من الدانمارك وإيسلندا والنرويج وسويسرا، وهي بلدان سجلت حضورها باستمرار في المراتب العليا من الترتيب. بعض الدول العربية احتلت مراتب متقدمة، إلى جانب الإمارات (28) والسعودية (34)، هناك قطر (36) والجزائر (38) والكويت (41) والبحرين (42). في المقابل، ظلت العديد منها في وسط الترتيب على غرار ليبيا (67) والصومال (76) والأردن (80) والمغرب (90) ولبنان (93) والصومال (97) وتونس (98). أما البلدان العربية التي جاءت في مراتب متأخرة من هذا التصنيف فهي الأراضي الفلسطينية (108) والعراق (112) ومصر (120) وموريتانيا (130) والسودان (133).