تقوم الحياة الزوجية وتدوم بقيام كل زوج وزوجة بما له من واجبات وما عليه من حقوق، ومن أهم وأخطر حقوق شريك الحياة هو حق المعاشرة الحميمة، وما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع هي أننا لاحظنا انتشار وتفاقم وتزايد تلك الظاهرة، أي ظاهرة ؟ ظاهرة الإهمال بل ومنع وجود العلاقة الحميمية، فهذه زوجة تشكو هجر زوجها للفراش ونومه في غرفته منفردا منذ 6 أشهر وهذه زوجة تشكو أنه لا يوجد معاشرة منذ سنة وأخرى تشكو اهمال زوجها في المعاشرة منذ 4 سنوات وغيرها وغيرها من الحالات التي بدأنا نشعر أنها صارت ظاهرة فعلا بكثير من البيوت وأوجدت ما يسمى بالطلاق الصامت أو الطلاق العاطفي، وصار هؤلاء الأزواج يتعايشان فقط لوجود أبناء أو على حد قول أحد الأزواج ( احنا عايشين مع بعض فقط لأن بيننا مشروع اسمه أولاد ومن 5 سنوات كل منا بغرفة مستقلة). وهنا يجب أن أتوقف لنسأل كل زوجين يعيشان تلك الحياة : هل هذا حل؟ أليس الحق الشرعي في المعاشرة حق واجب ومهم بحياتكما؟ هل من الطبيعي أن تظل الزوج أو الزوجة بدون علاقة جنسية سنة وسنتين و5 سنوات؟ لا أرى ان ذلك امر طبيعي فلو كان أحد الزوجين متدينا لكبت رغباته ومرض نفسيا لأنه لا ينفس عنها مع شريك الحياة الممتنع عنه منذ سنوات ولو كان شريك الحياة المحروم من هذه العلاقة ضعيف الإيمان لانحرف خارج البيت ونفث عن رغباته بطرق غير مشروعة وعلاقات محرمة. هذه الظاهرة تحتاج منا لوقفة ومراجعة لأنفسنا ..فيا أيها الزوج الممتنع عن زوجته: إياك أن تظن سكوت زوجتك عن هجرك لها عدم إحساس منها، فغدا لناظره قريب فسيأتي اليوم الذي تصرخ فيه بوجهك وتطلب الطلاق خوفا على نفسها أن تخطيء أو تفتتن ، لأنه ماذا تنتظر من امرأة لم تشبع رغباتها الفسيولوجية والجنسية منذ 5 سنوات؟ وخاصة أننا نعيش بمجتمعات متفتحة ومواقع التواصل الاجتماعي فتحت المجال واسعا للتعارف والعلاقات والخيانات. وأنت أيتها الزوجة إياك واهمال حق زوجك بالمعاشرة أو هجره بحجة التعب وخدمة البيت ومذاكرة الأبناء والدوام، لأن ذلك قد يكون سببا لأن يبحث عن زوجة أخرى أو رفيقة درب غيرك.. أخيرا ليبحث كل منا عن سبب هجر شريك الحياة له جنسيا فربما تكون أنت السبب لنفور الطرف الأخر بقلة اهتماك مثلا بنفسك ونظافة بدنك وثيابك وفمك وربما قلة خبرتك الجنسية التي أضرت بزوجتك جنسيا ونفسيا وربما إصابتك بمرض الضعف أو القذف السريع سببا في نفور الزوجة منك لذا لابد من السعي للعلاج الطبي والرقية الشرعية.