صدر كتاب للطبيبة النفسية البريطانية إيلين ويبر ليبي بعنوان "الطفل المفضّل"، والذي يكشف عن تأثير المشاعر اللاإرادية في حياة الأسرة، وكيف أن كل أسرة تقريباً لديها طفل مفضل على إخوته، وأن كثير من الأسر تنكر ذلك لكن التصرفات تكشفه. تقول ليبي إنّ من الطبيعي أن يكون للأهل طفلهم المفضّل، وذلك للاعتبارات الآتية: أولاّ، عدم وجود تطابق كامل بين أي طفلين ما يجعل التعامل معهما بالطريقة ذاتها أمراً مستحيلاً. ثانياً، أنّ هناك اختلافاً بين التفضيل والحب، فالحب يحمل مشاعر عطف قويّة، بينما التفضيل أقرب إلى المحسوبية. ثالثاً، أنّ التفضيل قد ينتقل من طفل إلى آخر أو يتركز على أحدهم. توضح ليبي أنّ مسألة تفضيل طفل على آخر داخل الأسرة ليست من الظلم أو الإجحاف، بل هي حالة طبيعية وموجودة في جميع العائلات. لكن قد يصبح التفضيل قاسياً حين يقدّم الأهل على الدوام امتيازات إلى الابن ذاته، مثل حريّة استخدام سيارة العائلة أو بطاقة الائتمان أو إعفائه من المساعدة في أمور المنزل، حينها يتأذّى كل فرد آخر في الأسرة. كذلك تشرح ليبي أنّ الأطفال المفضّلين أكثر عرضة للغرور لاحقاً، بينما قد ينشأ لدى أشقائهم إحساس بالغضب والاستياء. وفي كلتا الحالتين، هناك ما يساهم في تعريض حياتهم العاطفية والاجتماعية إلى الخطر في المستقبل، ويظهر ذلك في الإكثار من الكذب أو الإدمان أو مواجهة صعوبات جديّة في العلاقات الحميمة. كما أنّ إنكار وجود طفل مفضّل في العائلة، يقلّص من ثقة الأطفال بأنفسهم، لأنّهم قادرون بفطرتهم على معرفة الحقيقة. وتفادي الاعتراف يشكك الأطفال في قدرتهم على التحليل.