نسقط في دوامة حين يُصبح الوزن هاجسنا، واستخدام ميزانه هوسا يتحكم في حياتنا. هذا ما يقوله خبراء التغذية مؤكدين على أن الميزان قد يكون أكبر عدو للحميات الغذائية. فالوزن يميل إلى التغيّر بمعنى أننا قد نبقى طوال اليوم بلا طعام وشراب وحين نقف على الميزان نجد أن وزننا زاد قليلاً عما كان عند الصباح. وهذا كفيل بأن يجعلنا نيأس ونتراجع عن حميتنا. الوزن إذن لا يؤخذ في كل حين. فمتى نستخدم الميزان؟ هناك من ينصح باستخدامه مرة واحدة في الأسبوع في الصباح، بالثياب نفسها، قبل تناول أي شيء. ويجب استخدام نفس الميزان ويُفضل أن يكون رقمياً «ديجيتال» لأن ميزان الإبرة لا يُعطي غالباً الوزن بدقة. والميزان يفترض أن يكون أيضاً على أرض مسطحة. والسبب في اختيار الميزان الرقمي كونه الأكثر دقة. وهناك موازين متكاملة تُسمى تقنياً «بادي كومبوزيشين» وهي لا تكتفي بتحديد الوزن، بل تعطي أيضاً نسبة الدهون في الجسم وحجم الكتلة العضلية. وأهميتها أن من يقوم بحمية ويمارس الرياضة، سيكتشف حتى لو لم يخسر وزناً أن الكتلة الدهنية في جسمه تتضاءل لمصلحة الكتلة العضلية، وهذا معناه شكلاً جميلاً وصحة أفضل. فالمظهر الجذاب يحدده حجم الكتلة العضلية، لأن تراكم الدهون سيُظهر الجسم مترهلاً حتى ولو كان الوزن منخفضاً. وهذا النوع من الموازين نراها عادة في عيادات أخصائيي التغذية وفي المراكز الرياضية والصحية. وهناك نوع آخر من الموازين قادرة أن تحدد حتى نسبة المياه في الجسم، لكنها ليست ضرورية للاستخدام الفردي العادي. وغالبا ما نتساءل عن سبب ظهور فرقاً في الوزن بين ميزان وآخر. والسبب يرجع الى أن دقة الميزان تختلف بحسب صناعته. فهناك موازين قادرة أن تحدد الوزن بالكيلوغرام فقط إذا كان الوزن ستين كيلوغراماً، واذا انخفض الى 59 كيلو و200 غرام فانه يُظهره ستيناً. وليست كل الموازين متطابقة مئة في المئة. لذا يُحبذ أن تستعملي ميزانك الخاص دائماً ولا تقيسي الوزن مرة في البيت ومرة في أماكن أخرى، كي لا تواجهي مشكلة الفرق في الوزن. وهناك موازين تسجل معدلات الجسم كلها مع العمر والطول ويمكن إدراج أكثر من مستخدم فيها، كأن يتشارك كل أفراد العائلة في قياس أوزانهم والتطورات الجسدية التي يمرون فيها خلال الحمية، على أن يكون لكل واحد منهم ذاكرة مستقلة في الميزان الواحد. وينصح الخبراء بألا تأخذي وزنك إثر تناول الطعام ولا بعد التمارين الرياضية. فالوزن قد يتغير خلال 24 ساعة، كيلوغراما أو حتى أكثر نتيجة أسباب مختلفة بينها نسبة الملح في الطعام والذي يمنع الجسم من تصريف المياه أو نسبة النشويات في وجبة واحدة. ولهذا فالوزن الصحيح لا يعتمد على الفروق اليومية بل يُحدد على المدى الطويل. والدورة الشهرية تؤثر في نسبة الوزن فتعاني المرأة من نفخة في البطن وتشعر بالثقل، وتظهر زيادة في الوزن تعود وتنخفض عند انتهاء الدورة الشهرية. ولمعرفة الوزن المثالي اطرحي رقم 110 من طولك فإذا كنت بطول 170 سنتمتراً يكون وزنك المثالي ستين كيلوغراماً أما إذا كان طولك 165 سنتمتراً فإن الوزن المثالي الذي يفترض أن تنشدين الحصول عليه هو 55 كيلوغراماً.