أجرت "أنا زهرة" مقابلة مع أسامة الشعار، الاستشاري في جراحة العظام لمعرفة المزيد من المعلومات حول مشاكل العظام في العالم العربي، وتفاصيل عملية استبدال الوركين التي أجراها في "مستشفى بارين الدولي". تشهد المنطقة ارتفاعاً في أمراض الجهاز العضلي الهيكلي، وتحاول المنظمات الصحية رفع مستوى التوعية بشأن العلاجات الأولية لهذه الأمراض، فهل تؤدي هذه المشاكل إلى الإعاقة الدائمة؟ يتألف الجهاز العضلي الهيكلي من العظام والعضلات في جسمنا، وهي تساعدنا على التحرّك، وتتضمّن المفاصل، والأنسجة، والأربطة، والعمود الفقري. ولأن هذا الجهاز يشمل نواحي عدة من الجسم، في حال أصيبت ناحية منه بمشكلة، فستحول دون تمكّننا من القيام بوظائفنا المعتادة. وفي ما يلي لائحة بأبرز حالات الضعف وأكثرها شيوعاً في العظام والعضلات التي تؤدي إلى الإعاقة: الفصال العظمي، التهاب المفاصل، آلام الكتف، الداء المفصلي التنكّسي، آلام العنق والاضطرابات، جراحة استبدال مفصل لم تتكلّل بالنجاح، علاج من الصدمات لم يؤتِ نتيجته، متلازمة النفق الرسغي، مشاكل تؤثر في العضلات والأربطة، التمزّق في الرباط التصالبي الأمامي للركبة، ألم في عرق النسا وأسفل الظهر، إصابات في الأنسجة الرخوة، نخر انعدام الأوعية الذي يصيب العظام، خصوصاً رأس عظم الفخذ ولُقمة عظم الفخذ، وأخيراً النتوءات العظمية. ما هي أبرز المشاكل الطبية التي تواجهها المنطقة؟ بحسب الدراسات، أصبحت آلام أسفل الظهر مشكلة شائعة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتؤثر في حوالي 70 إلى 80 في المئة من البالغين، إلى جانب آلام العنق، والمشاكل في الركبة، وآلام الكتف. أما لدى المرضى الأكثر تقدماً في السن، فنلاحظ أن الأكثر شيوعاً هو الفصال العظمي على مستوى الركبة، وهشاشة العظام التي تؤدي إلى كسور مرضيّة. ما هي العوامل التي تؤدي إلى المشاكل في الجهاز العضلي الهيكلي؟ وهل لنمط الحياة غير الصحي أي تأثير؟ عوامل كثيرة تؤدي إلى المشاكل في الجهاز العضلي الهيكلي، إلا أنّ أهمها هي: العوامل الوراثية، التاريخ العائلي، تشوّهات خلقية، النقص الغذائي، قلة ممارسة الأنشطة الرياضية، الوزن الزائد، الرضح المجهري. ومن العوامل المهمة أيضاً، نذكر الرضح البسيط والرئيسي الذي يؤثر في المفاصل والأربطة، بسبب العمل أو حوادث السير. نجح "مستشفى بارين الدولي" في إجراء أول عملية لاستبدال الوركين في جلسة واحدة، هل تنصح بإجراء العملية الجراحية أو يمكن علاج هذه الحالة من دون اللجوء إليها؟ لقد أجرينا جراحة نادرة تكلّلت بالنجاح في "مستشفى بارين"، حيث تم استبدال الوركين في جلسة واحدة لمعالجة الفصال العظمي، وقد تم التخلّص كلياً من المفاصل في الوركين. وأجرينا العملية على بروفسور أميركي يبلغ 59 عاماً، وأراد إجراءها في جلسة واحدة فقط لتفادي التوقف عن العمل لفترة طويلة. نجري عادة عملية لورك، وبعد أشهر نجري عملية أخرى للورك الثاني، لأن عملية الورك تفقد المريض بين 400 و500 مل من الدم. وخلال الأسابيع الستة الأولى بعد الجراحة، قد يتعرّض الورك لخطر الخلع. لذا نعلّم المريض كيف يستعمل ساقه الأخرى من أجل الخروج من السرير أو للجلوس. وفي حالة استبدال الوركين، على المريض توخي الحذر الشديد لئلا يتعرّض لحالة الخلع. أما الظروف المؤاتية لإجراء عملية استبدال الوركين، فتشمل مريضاً يدرك تماماً وضعه والعملية التي سيخضع لها، وجراحاً يتمتع بخبرة في رأب المفصل، إلى جانب وقت قصير للجراحة، وعملية جراحية لا تسبب فقدان كميات كبيرة من الدم، ومتابعة دقيقة جداً وصارمة بعد العملية لتفادي أي تعقيدات. هل تُعد هذه المشاكل وراثية؟ لا شكّ في أن بعض العوامل الوراثية تؤثر في ظهور الاضطرابات في الجهاز العضلي الهيكلي، إلى جانب العوامل البيئية ونمط الحياة التي تؤثر كذلك في جسمنا. أما المشكلة الرئيسة اليوم، فتكمن في أن جرّاحي العظام يواجهون البدانة المرضيّة مع الثقل على مفاصل الطرف الأسفل، ما يؤدي إلى اضطرابات الفصال العظمي لدى المرضى الصغار في السن. ما هو التهاب المفاصل الروماتويدي؟ هل يصيب فئة عمرية معيّنة أم كل الأعمار؟ التهاب المفاصل الروماتويدي عبارة عن اضطراب التهابي مزمن يؤثر في المفاصل الصغيرة في اليدين والقدمين، وأحياناً في المفاصل الكبيرة مثل الوركين، والركبتين، ومفاصل الكتفين. وبخلاف الضرر الذي يسبّبه الفصال العظمي، يؤثر التهاب المفاصل الروماتويدي في تبطين المفاصل، ما يسبّب تورّماً مؤلماً قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تآكل العظام وتشوّه المفصل. التهاب المفاصل الروماتويدي، وبصفته اضطراباً ناجماً عن المناعة الذاتية، يحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي عن طريق الخطأ أنسجته الخاصة. وبالإضافة إلى التسبّب في مشاكل المفاصل، يؤثر التهاب المفاصل الروماتويدي أحياناً في غيره من أعضاء الجسم، مثل البشرة، والعينين، والرئتين، والأوعية الدموية. وعلى الرغم من أنّ التهاب المفاصل الروماتويدي قد يصيب المرء أياً كان عمره، إلا أنه يبدأ عادة بعد سنّ الأربعين، وهو أكثر شيوعاً بين النساء. أصبح التهاب المفاصل الروماتويدي من المشاكل المعروفة في منطقة الشرق الأوسط، فما هي العلاجات المختلفة التي تكافح هذا المرض؟ يركّز العلاج على مكافحة العوارض والحؤول دون تضرّر المفاصل. ويتشكّل العلاج الرئيس من أدوية مضادة للالتهاب تتضمّن هرمون الكورتيزون الستيرويدي وغير الستيرويدي. وقد شارك هذا الدواء الذي يُعد الأول من نوعه في صنف جديد من الأدوية الحيوية في تطوير علاج التهاب المفاصل الروماتويدي. وهذه الأدوية التي تُعرف بالأدوية المعدّلة لطبيعة المرض "ديمارد"، توقف عملية تقدّم التهاب المفاصل الروماتويدي، فتقلّص الالتهاب وتوقف الضرر الذي يلحق بالمفاصل. أما أبرز هذه الأدوية فهي: Cimzia، وEnbrel، وHumira، وKineret، وOrencia، وRemicade، وRituxan، وSimponi. ويتم أخذ هذه الأدوية بواسطة الحقن الذاتي أو الحقن الوريدي في عيادة الطبيب أو المستشفى. كما أنها أدوية باهظة الثمن ولا يغطّيها التأمين في معظم الوقت. ما هي العوارض الأساسية التي تنذر بالمرض؟ وما الذي يجب أن نتذكره في كل الأوقات؟ التهاب المفاصل الروماتويدي مرض خطير ذاتي المناعة يصيب المفاصل وغيرها من أعضاء الجسم. يصعب أحياناً تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي، لأن العوارض تشبه عوارض تنبئ بأمراض أخرى، أو أنها تبرز حيناً لتختفي بعد حين آخر. حتى إنّ نتائج المختبر ليست دقيقة، فقد تأتي النتيجة سلبية عند التحقق من عوامل التهاب المفاصل الروماتويدي، ومع ذلك قد يكون المريض مصاباً بها. والأشعة السينية لا تظهر أي علامات إلا بعد فوات الأوان. لكن أكثر العوارض شيوعاً تبقى آلام المفاصل والشعور بأنها مشدودة ومتورمة وخصوصاً في الصباح. وتبرز التشوّهات في وقت لاحق بعد تطوّر المرض أو في حال إهماله. برأيك، هل تساعد حملات التوعية على مكافحة هذه الأمراض؟ قد تساعد حملات التوعية والثقافة الصحية في الكشف المبكر عن المرض، وتسهم في معالجة المريض في مراحل المرض الأولى من أجل تجنب ظهور التشوّهات وتضرّر المفاصل. ما هي التغييرات التي يحتاج إليها المرء في روتينه اليومي لكي يتجنب الإصابة بهذه الاضطرابات؟ نمط الحياة مهم جداً لتفادي الفصال العظمي التنكّسي، لكنه لا يؤثر مطلقاً في التهاب المفاصل الروماتويدي. لذا ستساعد الرياضة، والمحافظة على الوزن المثالي، وتجنّب تحميل الجهاز العضلي الهيكلي في تفادي الفصال العظمي التنكّسي.