سبق وأن كتبنا في "أنا زهرة" عن احترام خصوصية الطفل على الإنترنت، وتفادي نشر صوره دون استئذانه أولاً، فهناك أطفال يكرهون نشر صورهم على صفحات ذويهم، ويتعرضون بسببها للسخرية والإزعاج في المدرسة مثلاً، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، فلا بد من إدراك حجم الخطر من نشر صور الأطفال في المسابح وعلى الشطآن، أو وهم مرضى في المستشفى، وفي حالات غضبهم أو حالات قد يضحك الناس عليه ويسخرون من الصور، أو ربما وهو عار في صور قد تحرجه حين يكبر، أو يستخدمها المنحرفون. كما أن هناك بعض الأطفال من يحتاجون إلى الحماية من جنون أهلهم بالشهرة على انستغرام وتويتر وفيسبوك، أتذكرون المرأة التي وضعت طفلها المصاب بمتلازمة داون في الغسالة وتصورت بجانبه ونشرت الصور لكي تكون مشهورة! كل هذا عليه أن يكون في بالك وأنت تنشرين صور أطفالك في حالات مختلفة على حساباتك المختلفة في وسائل التواصل الاجتماعي. ويبدو أن فرنسا تبنهت لخطورة الأمر، وتسعى لتطبيق قانون سيمنح الحق للأطفال بمقاضاة ذويهم في حال نشر صور لهم على شبكات التواصل. وقد يواجه الأهل سنة في السجن بالإضافة إلى إمكانية دفع غرامة تصل إلى 38 ألف دولار أميركي، إذا قاموا بنشر أي صور شخصية ومعلومات عن أطفالهم دون استئذانهم. وبحسب موقع "ديلي ميل"، يؤكد خبراء أنه باستطاعة الإطفال الفرنسيين مقاضاة ذويهم بسهولة بعد نشر صورهم على مواقع التواصل وتحديداً "فيسبوك" و"تويتر". خبير شؤون الإنترنت، إيريك ديلكروا، قال لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية: "بعد سنوات قليلة سيتمكن الأطفال من مقاضاة ذويهم بعد التأكد من نشرهم الصور خلال سنوات الأطفال الأولى"، مؤكداً أن بعض الأطفال يكرهون الصور ولكنهم لا يستطيعون منع الأهل. كما أكد ديلكروا أن من يقاضي ذويه بتهمة "انتهاك الخصوصية" يحصل أيضاً على تعويضات؛ لأن التقدم ومتابعة قضية مماثلة لا يعتبر خطوة سهلة. وفي شهر فبراير/ شباط الماضي، نشرت الشرطة الفرنسية رسالة على صفحتها على "فيسبوك" طلبت فيها من الأهل تفادي نشر أي صور للأطفال على شبكات التواصل بسبب مخاوف أمنية. وجاء في الرسالة: "تذكروا أن نشر صور أطفالكم لا يعتبر آمناً، من المهم أن تساهموا بحمايتهم وحماية خصوصيتهم". وقد أكدت دراسة نشرتها جامعة "ميتشغن" عام 2015 أن أكثر من 74 بالمائة من الأهالي ينشرون صور أطفالهم لأن أصدقاء لهم نشروا صوراً مماثلة، وبالتالي هم يتبعون "الموضة". وبحسب "ديلي ميل" يرفق عدد من الأهل مواقع تواجد الأطفال وقد يحصل ذلك بسبب السرعة أو بسبب عدم الانتباه ما يعرضهم وأطفالهم لخطر المتربّصين.