كتب الطبيب إيريك هاسلتاين في مجلة "سايكولوجي توداي" عن سرّين لا يعترف بهما الأطباء عادة. أنهم مصابون بالاكتئاب وذلك يعود إلى حجم وقسوة ما يرون من معاناة البشر، وما يضطرون إلى فعله لحماية المريض أحياناً، والعمل المجهد والخوف من ارتكاب الخطأ. وعادة ما يخفي الأطباء اكتئابهم ليظهروا في أحسن حالة أمام مرضاهم. يقول هاسلتاين إن الأطباء الذين لا يجرون عمليات جراحية بصورة يومية، يعيشون أيضاً حياة صعبة. هؤلاء يعاينون ما بين ثلاثين إلى أربعين مريضاً يومياً. وخلال 15 دقيقة، وهي مدة معاينة المريض، على الطبيب إجراء فحص دقيق وطلب صور أو وصف علاجات، وإدخال المعلومات إلى الحاسوب. وهذا إلى جانب الاتصالات الهاتفية، وحالات الطوارئ المحتملة. ويسأل: كيف يمكن تفادي الضغط النفسي إذاً؟ ويلفت إلى أدلة أخرى على إجهاد الأطباء، من قبيل الإجهاد العاطفي وإلغاء الشخصية، والافتقار إلى الإنجازات الشخصية. في كندا مثلاً، أظهرت دراسة شملت المناطق الحضرية عام 2004، أن نحو نصف أطباء العائلات يعانون من نسب ضغط نفسي عالية. يضيف أن الاجهاد المزمن قد يؤدي إلى الاكتئاب. في هذا السياق، ليس مستغرباً أن تفقد الولايات المتحدة الأميركية نحو 400 طبيب سنوياً بسبب الانتحار. من جهة أخرى، يعدّ الانتحار أحد الأسباب الأكثر شيوعاً للوفاة بين طلاب الطب. إلى ذلك، يؤثر الاكتئاب على نحو 12 في المائة من الأطباء و18 في المائة من الطبيبات. كذلك، يصيب ما بين 15 إلى 30 في المائة من طلاب الطب. كيف يمكن للمريض مساعدة الطبيب؟ يمكن للمريض أن يكون موجزاً خلال الدقائق الـ15 التي يمنحها إياه الطبيب، أو كتابة المشاكل التي يشكو منها في أسطر قليلة، بالإضافة إلى الأدوية التي يتناولها. كذلك، يمكنه كتابة الأسئلة التي يودّ طرحها، فهذه التفاصيل قد تجعل مهمة الطبيب أكثر سهولة. السر الثاني: الأطباء يخطئون يلفت هاسلتاين إلى أن أفضل الأطباء والمتخرجين من أفضل كليات الطب في العالم، يرتكبون الأخطاء. يضيف أن الأخطاء الأكثر شيوعاً تتعلق بالتشخيص، بالإضافة إلى اختيار علاجات خاطئة. وفي أحيان أخرى، قد ينسى الطبيب قراءة اختبارات الدم أو الأشعة. ويرى أن الإجهاد المزمن والاكتئاب وغيرهما قد تزيد من احتمالات الوقوع في الخطأ. لذلك، يشدد على ضرورة مساعدة الأطباء من خلال توفير الوقت. وبالطبع لا يعترف أي طبيب بأخطائه السابقة، فهو يريد أن ينساها كما أن خطأ الطبيب لا يعني أنه طبيب غير جيد، لكنه إنسان اتخذ قرارا خاطئاً في لحظة من حياته العملية.