تظهر الإصابة بهشاشة العظام عادةً مع التقدم في العمر، حين تفقد العظام كثافتها وتتعرض للترقق بسبب نقص الكالسيوم. ويؤثر هذا المرض والآلام المصاحبة له على ممارسة الحياة الطبيعية بسبب ضعف العظام وإمكانية تعرضها للكسر بسهولة حتى عند إجراء الأعمال البسيطة. وقد تؤدي الإصابة بمرض هشاشة العظام إلى حدوث كسور أغلبها في العمود الفقري والحوض والفخذين أو مفصل اليد. وعلى الرغم من أن الاعتقاد السائد بأن هشاشة العظام تصيب السيدات فقط، إلا أن هذا المرض يظهر لدى الرجال أيضاً. وأوضحت الطبيبة إريكا غرومنيكا إليا، من "الرابطة الألمانية لأمراض الروماتيزم" في برلين، أنّ في الموضع الذي تصطدم فيه العظام ببعضها بعضاً، تكون المفاصل مثل ممتصات الصدمات، وبشكل أكثر تحديداً يكون ذلك ممتص الصدمات الخاص بالغضروف المفصلي، وهو عبارة عن غطاء مرن لحماية المفاصل. ويتم "تغذية" الغضروف من السائل الزليلي، الذي يقوم بإنتاج الغشاء الزليلي، وتتم هذه العملية بشكل خاص عندما يتحرك المرء ويقوم بممارسة الأنشطة الرياضية والبدنية. وقد يتعرض الغضروف للإصابة بسبب حادث أو عند ممارسة الرياضة. كما أنّ التحميل الخاطئ أو الزائد يمكن أن يؤدي إلى ظهور إصابة في الغضروف أيضاً. وبالتالي فإن زيادة الوزن تمثل إجهاداً كبيراً على المفاصل، بالإضافة إلى الوضعيات الخاطئة للوقوف أو تشوهات الساقين. ويزداد خطر الإصابة بهشاشة العظام مع التقدم في العمر. لكن هذا لا يعني أن كل شخص يعاني من تآكل الغضروف سيُصاب بهشاشة العظام مع التقدم في العمر، فهشاشة العظام قد ترجع أيضاً إلى أسباب وراثية. وأوضح البروفيسور أندرياس إيمهوف، من "الجمعية الألمانية لمساعدة مرضى هشاشة العظام": "تتحلل الغضاريف إلى أجزاء صغيرة"، إلا أن الأطباء لا يطلقون على هذه الحالة هشاشة عظام، إلا إذا تغيرت العظام أيضاً. وفي هذه الحالات، تنضغط العظام تحت الغضاريف المريضة. ومع مرور الوقت يزداد تآكل الغضروف، إلى أن تحتك العظام مع بعضها بعضاً. وتتسبب أجزاء الغضروف المتحللة في تهيج الغشاء الزليلي، ويتم إنتاج المزيد من السائل الزليلي، وبالتالي تظهر حالة الإصابة بالانصباب، حيث يصبح المفصل دافئاً وسميكاً. وأضافت إريكا غرومنيكا إليا أنه يمكن ملاحظة أعراض هشاشة العظام عندما يشعر المرء بآلام عند الحركة بعد فترة من الراحة والخمول، وتختفي هذه الآلام بعد دقائق. ونصحت الطبيبة الألمانية بضرورة فحص هذه الأعراض الأولى لدى اختصاصي في العظام. ومن خلال الفحص بالأشعة السينية، يمكن التحقق من العلامات المميزة لضيق تجويف المفصل. وفي حال تضرر المفصل بشدة أو عند زيادة حدة الآلام، يمكن اللجوء إلى الحراجة التقويمية. وأضافت الطبيبة إريكا غرومنيكا إليا إنّ الوقت المناسب لإجراء العملية الجراحية يحين عندما يصبح المريض غير قادر على تحمل الآلام. ولكن قبل ذلك يتعين عليه استشارة طبيب ثان، بالإضافة إلى التحدث مع المرضى الآخرين. وتساعد الحركة وممارسة الرياضية على التخفيف من حدة الآلام، حيث يمكن للكثير من المرضى ممارسة أنواع متنوعة من الرياضات مثل المشي وركوب الدراجات والسباحة. وتعمل العضلات القوية على التخفيف من العبء الواقع على المفصل. وأشارت الطبيبة الألمانية إلى أنه لا يمكن حالياً التأثير على تطور مرض هشاشة العظام، إلا أنه يمكن علاج الآلام. ومع ذلك، يمكن أن يقوم المرضى ببعض التدابير البسيطة التي تسهم في التخفيف من حدة الآلام مثل الاستحمام بماء دافئ.
للمزيد: