تستضيف صالة «تشكيل» الحاضنة الإبداعية الإماراتية الإقليمية، أول معرض في إطار «برنامج الممارسة النقدية» الذي يهدف إلى دعم الفنانين الذين يقطنون ويعملون في دولة الإمارات العربية المتحدة. وضمن هذا النشاط، تعرض عفراء بن ظاهر سلسلة جديدة من أعمالها التي تسبر أغوارَ التصوير ضمن عوالم سريالية وتركيبية. في هذه السلسلة الجديدة، تقدّم عفراء بن ظاهر سلسلة من الصور التي تجسّد أشياء منزلية مألوفة في توليفة استثنائية، مثل المقاعد، والسجاد، والأشياء العادية المعدَّلة إلى جانب ببغاء. هكذا، تأخذ الفنانة بساطة المعيشة المنزلية وتُضفي عليها بُعداً غامضاً لا يخلو من الرومانسية أحياناً. في هذا السياق، تقول عفراء بن ظاهر: "ثمة حاجة إلى تركيب صور مستمدة من المعلومات التي تتسلل إلى أذهاننا من تجاربنا اليومية، سواء كان مصدرها الدروس أو القراءات والأحلام والحوارات واللحظات أو الأشخاص والأشياء والذكريات. لذا اخترتُ إعادة تركيب وتوثيق الأشياء والموضوعات واللحظات، ومعرفة كيفية أن يكون لكل صورة مغزاها. وبذلك، تكون الصورة بمثابة وسيلة وسيطة لتجسيد وتخليد أشياء مهملة أو ربما في طريقها نحو الاندثار". وستكون عفراء بن ظاهر أول فنانة تقيم معرضاً فردياً في إطار "برنامج الممارسة النقدية" الذي أطلقته "تشكيل" العام 2014. وعملت عفراء مع فنان الأداء والمحاضر أندرو ستارنر الذي أشرف عليها طوال الأشهر الـ 12 الماضية، وها هي اليوم تتوّج بحوثها وأعمالها في معرض «ترانيم لنائم». وعن المجموعة الجديدة من أعمال عفراء بن ظاهر، يقول أندرو ستارنر: "تشمل هذه السلسلة خلفيات ألوان الباستيل الوردية، والمنسوجات القطنية المزخرفة، وتصورات لمساحات داخلية مهجورة، لكنها ليست ناضبة. وفي هذه المجموعة، نشاهد الأشياء المنزلية معزولة، لكنها ليست وحيدة، والمساحة الرحبة في الصور الفوتوغرافية تبرز كل شيء فيها بحدّ ذاته". ويتابع ستارنر: "في هذه الصور، تتزاحم في عوالم عفراء بن ظاهر أجسامٌ غريبة مجهولة الهوية، في العادة بسبب قناع من وجه الشخصية. ومثل هذه الممارسة الفوتوغرافية أقرب إلى الروحانية التي تحجب كما تكشف. عُمق كل صورة يتناقض مع مظهرها، والعكس بالعكس". ووفقاً لعفراء بن ظاهر، فإن أحدث أعمالها تحاول الإجابة عن سؤال هو: هل ثمة أداء من دون أجسام حية؟ وفي هذه الصور قد لا تكون الإجابة "نعم"، غير أنها ليست "لا" بكل تأكيد. من هي عفراء؟ عفراء بن ظاهر فنانة اماراتية حاصلة على بكالوريوس العلوم في الاتصال المرئي من الجامعة الأميركية في الشارقة عام 2012. واصلت ممارستها الفوتوغرافية الإبداعية، إلى جانب شغفها المستمر والكبير بتصميم الغرافيكس. فازت بالعديد من الجوائز، منها المرتبة الأولى في مسابقة «جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم للتصوير الضوئي» لعام 2012، ومسابقة «جائزة الشيخة منال للفنانين الشباب» لعام 2010. "تشكيل" تأسس مركز "تشكيل" في دبي عام 2008 على يد لطيفة بنت مكتوم. تلتزم هذه المؤسسة بتسهيل الأعمال الفنية والتصميمية والتجارب الإبداعية والحوار بين الثقافات. وينصب اهتمام المؤسسة على الفنانين، وتدعم المجتمع الإبداعي في الإمارات العربية المتحدة عبر توفير الاستوديوات، وبرامج إقامة الفنانين، وبرامج الزمالة الدولية، والمعارض والفعاليات وورش العمل المهنية والترفيهية.