في البداية، نتمنى لكل حامل أن تمر بشهور حمل آمنة وأن تضع مولودها بالسلامة، لكن أحياناً قد تحدث مشاكل مؤقتة أثناء الحمل، مثل ارتفاع الضغط أو الإسابة بسكري الحمل أو الولادة المبكرة أو إنجاب طفل سمين.. كل هذه الأمور قد تؤثر بشكل ما على صحة المرأة في المستقبل. ويقول الطبيب سامي قباني أحد خبراء الصحة في "جون هوبكنز" إن الحمل ومشاكله قد يكون تنبوءات عن صحة المرأة بعد عشر سنوات من الولادة: 1-  الولادة المبكرة تبيّن إحصائيا أن الولادة قبل انقضاء 37 أسبوعا من الحمل، يزيد خطر إصابة الحامل بأمراض القلب في المستقبل إلى حوالي الضعف. ولذلك ينصح الخبراء الأمهات اللاتي يضعن قبل أوانهن باتباع حمية غذائية صحية، وبممارسة الرياضة البدنية المنتظمة، إضافة لمراقبة القلب وقائيا بشكل دوري بعد الوضع. 2-  ارتفاع السكر أثناء الحمل يصيب السكري الحملي (ارتفاع سويات السكر في الدم في بداية الحمل أو أثنائه) حوالي 10% من النساء، ولقد بينت الإحصاءات أن حوالي نصف النساء اللاتي يعانين من السكري الحملي، سيصبن بداء السكري من النوع الثاني خلال العشر سنوات التالية للحمل! ولا يشمل خطر السكري الحملي الأم لوحدها، ولكن تبين الدراسات أن الولد الناتج عن هذا الحمل (الذي كثيرا ما يكون عند الولادة أضخم من المعدل) معرض أيضاً للإصابة بالسكري في مستقبل حياته. وينصح الأطباء الحوامل اللاتي ارتفع لديهن سكر الدم أثناء الحمل للخضوع لفحص تحمل السكر الفموي، بعد ثلاثة أشهر من الوضع، ثم تحليل سكر الدم مرة كل 3 سنوات من بعدها على الأقل، إضافة إلى الحفاظ على الوزن المثالي، وتناول الحمية السكرية (التي تشمل تجنب الأطعمة الغنية بالدهون والسكاكر البسيطة، وتركز على الخضار والفواكه والحبوب الكاملة)، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، طوال الحياة. 3-  ارتفاع ضغط الدم بسرعة وقد يجتمع الارتفاع مع وجود نسبة زائدة من البروتين في بول الحامل، وكثيرا ما تشمل الاعراض رضوض زرقاء على الساقين والصداع واضطراب الرؤية، ولا تختفي هذه الأعراض إلا بولادة الجنين (التي كثيرا ما تتم قبل انقضاء أشهر الحمل). تحصل هذه المضاعفة في حوالي 8% من النساء، وهي (كما تشير أبحاث عدة، أهمها دراسة أجريت على 3.5 ملايين امرأة بريطانية عام 2007) تزيد من احتمال إصابة الحامل بارتفاع ضغط الدم الكهولي بنسبة 4 أضعاف في مدى 5 إلى 15 سنة! كما انها تزيد احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية او مرض القلب بنسبة الضعفين ، مقارنة مع اللاتي لم يصبهن هذا العارض . ويزداد الخطر كلما ظهرت علامات المرض في فترة أبكر من أسابيع الحمل. 4-  الحمل كمؤشر على احتمال الإصابة بسرطان الثدي تدل الإحصاءات على أن تعرض المرأة لسرطان الثدي يزداد: إذا قررت عدم إنجاب الأطفال.. ففي كل مرة تنجبين فيها طفلا تنخفض لديك نسبة احتمال الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 7%. والسبب هو أن عدم إنجاب الأطفال يخضعك لدورات شهرية أكثر، ويعرضك لكميات أكبر من هرمون الأستروجين. إذا تزوجت وحملت في سن متأخرة.. فقد ثبت أن احتمال التعرض لسرطان الثدي يزداد إحصائيا إن تم إنجاب الطفل الأول بعد سن 35. إن كنت أنجبت طفلا ذا وزن زائد عن الحد الطبيعي، فسيرتفع احتمال إصابتك مستقبلا بسرطان الثدي.. ويعتقد الباحثون أن السبب يعود لوجود مشيمة كبيرة مع الطفل الضخم تنتج كميات أكبر من الهرمونات. إن أنت أرضعت طفلك بواسطة الزجاجة.. فقد ثبت أن الإرضاع الطبيعي يخفض من احتمال الإصابة بسرطان الثدي مقارنة مع الإرضاع بالزجاجة بنسبة 60%.