في حديثها مع "أنا زهرة"، تتطرّق الاستشارية النفسية الدكتورة نجاح الصايغ إلى الأمراض النفسية الأكثر شيوعاً بين النساء. تستعرض اضطرابين هما الاكتئاب والقلق، فتوضح: "يعد الاكتئاب من أشهر الاضطرابات التي تعانيها المرأة، فـ 9 من أصل 10 نساء يعانين منه بسبب اختلال الهرمونات لدى المرأة وتعرّضها للضغوط النفسية والاجتماعية أكثر من الرجل، على اعتبار أنّ المطلوب منها يفوق طاقتها، ونعني بالمطلوب ازدياد حجم مسؤولياتها داخل البيت وخارجه".

وإذ ترجّح الصايغ أن تكون أسباب الإصابة بالاكتئاب كثيرة، تلفت إلى "أنّ فقدان عزيز أو خسارة عمل أو فشل في علاقة... قد تجعل المرأة تشعر بضغوط شديدة، فتصاب بالاكتئاب، ومن ثم تستسلم للأفكار السلبية، والكسل والانطواء وعدم الرغبة في الاختلاط مع الناس أو الخروج إلى المجتمع".

وتتطرق إلى علاج الاكتئاب، قائلةً: "لا نصفَ دواءً للمرأة التي تعاني من الاكتئاب وينتهي الأمر، بل نعمل مع الناس المحيطين بها لإبعادها عن الأمور التي تشعرها بالحزن، مثل تغيير المكان وأسلوب التفكير والمظهر، ونحثها على سماع الموسيقى الهادئة وممارسة الرياضة أو الخروج إلى الطبيعة والهواء الطلق. كما ننصحها بالنوم بشكل طبيعي وكاف لما للنوم من إفادة لها. بكلمة، نحدث تغييرات جذرية في حياتها". وتضيف: "قد تمتد مدة علاج الاكتئاب من 3 إلى 6 أشهر. هذه المدة تعتمد على مدى تجاوب المريضة مع جلسات العلاج النفسي، على أن يتم وصف دواء مرافق للجلسات في حالات الاكتئاب الشديد".

وتنتقل الصايغ إلى الاضطراب الثاني الشائع الذي يصيب المرأة أي القلق. تشرح: "هذا الاضطراب يأتي في المرتبة الثانية بعد الاكتئاب، ويصيب النساء أكثر مما يصيب الرجال. وبسببه، تشعر المرأة بالتوتر والخطر العام. ما يساعد على تعزيز شعورها هذا، أننا نعيش في عصر القلق والتوتر والاكتئاب بسبب التغييرات الكثيرة التي يشهدها. القليل من القلق هو أمر طبيعي وإيجابي في الحياة لأنه يحفز الإنسان على مواجهة المخاطر التي تحصل حوله، لكنّ المشكلة تبدأ حين يزيد القلق عن حده، ويتفاقم لو استمر إلى فترة طويلة لأنه يرهق صاحبته ويتعبها ويعطّلها عن حياتها".

وانطلاقاً من التأثير السلبي للقلق على المرأة، تقدّم الصايغ نصائحها، قائلةً: "ينبغي للمرأة القلقة تغيير أسلوب حياتها واللجوء إلى ما يسلّيها ويلهيها عن حالتها،  بالتسوق أو بأمور تسعدها وتنسيها اضطرابها، لكي لا تتعطل طاقتها وتتحول إلى شخصية انهزامية غير فاعلة في المجتمع".

 وتوضح: "في حال كانت المرأة تعاني من أيّ من الاضطرابين أي الاكتئاب أو القلق، أنصحها بالذهاب إلى استشاري نفسي من دون تردد لكي لا تتفاقم مشكلتها النفسية. وحده الاختصاصي يعرف كيف يفرغ داخلها السلبي لأنه موضوع ثقة وأفضل مكان تفرغ فيه مكنوناتها وأسرارها التي يضعها في ملف ويغلقه". وتختم مكررة: "إنّ صاحب الاختصاص يملك من  الخبرة ما يكفي ليتعامل مع الاضطراب الذي تعانيه المرأة، وهو وحده الكفيل بتشخيص الحالة وتحديد العلاج المناسب لها".