البشر مثل نبتة الأرض إن لم تروَ بالماء ذبلت وجفت وماتت، وإذا كان الماء هو سر حياة وبقاء الزرع والنبات فإن كلمات الحب والثناء هي سر حياة وبقاء واستمرار الزواج. كم من زوج تراه خارج البيت قمة الذوق والدبلوماسية واللباقة والحب للأخرين، فإذا فتح له باب البيت تغير مائة وثمانون درجة، الوجه مقضب وعابس ويتكلم كأنه مستعد لحرب، بنفس الوقت الذي تقابله فيه الزوجة بالابتسامة والحب وتجهيز طعامه وراحته وسؤاله برفق عن احواله فلا تجد منه إلا الغلظة وسوء المعاملة، وقد يظل هذا الوضع بالسنوات دون أية أسباب لتصرفاته وبخله عليها حتى بالمشاعر أو بالكلمة الطيبة. تقول إحدى الزوجات: وصل بي الحال أنني أطلب منه أن يضمني لصدره أو يسمعني كلاما حلوا، تعطشت أذني وجف قلبي واشتاقت ضلوعي لزوجي لكنه لا يحس وهو يعلم اني أحبه لكن يبخل على بكل شيء حتى انني أطلب العلاقة الزوجة بنفسي وأبدأ بنفسي، قضينا 9 سنوات بهذا الوضع وأبكي ليل نهار وأتقطع ألما بالوقت الذي أتعرض فيه للكلام المعسول بمكان عملي لأني كما يقولون امرأة جميلة وطاقاتي الايجابية وطيبتي تجذب كل الناس لي من حولي إلا زوجي، منعت نفسي عن فتن كثيرة خوفا من ربي وحبا لزوجي وحفاظا على بيتي لكني فعلا أحتاج منه لكلمة حب كلمة غزل كلمة حنان . الجواب: من وجهة نظري إن بخل الزوج نوعان بخل مادي وبخل معنوي وعاطفي ( بخل المشاعر) وقد تصبر المرأة على البخل المادي وتمشي أمورها ماديا كما يقال لكن البخل العاطفي من أشد الابتلاءات على المرأة خاصة لو كانت مقبولة وجميلة والكل يمدحها ويثني عليها سواء من الأقارب او المعارف او بمحيط العمل، إلا زوجها لا حياة لمن تنادي، والمعروف أن المرأة المعتدلة المستقيمة الصابرة لا تنتظر ثناء وكلمات حب من الناس بل كل ما تريده هو ان تسمع كلمات الحب والغزل من زوجها فهو بعينها كل الحياة لذلك انصح كل زوج ألا يحرم زوجته من هذا الحق لتدوم العشرة والمودة بينهما.