نفكر في أطفالنا من ناحية الصحة ونفكر أن نوفر لهم الطعام الجيد والمدرسة الجيدة والتربية الجيدة، ولا ينتبه كثير منا أن من الممكن تربية ذكاء الطفل وزيادته. دراسات التربية الحديثة تكشف أن ذكاء الطفل ينمو من خلال أمرين: الأمر الأول يتعلق بطريقة الأسئلة التي نسألهم إياها والتي تتعلق بطريقتهم في التفكير، فنحن بإمكاننا زيادة القدرة التحليلية عند الطفل. أسئلة من نوع: لماذا فعلت ذلك؟ بماذا كنت تفكر؟ هل تعتقد أنه صواب أم خطأ؟ لماذا تعتقد أنه خطأ؟ أو مثلاً حين يرسم الطفل رسمة يمكن أن نسأله: لماذا اخترت هذا المنظر؟ هل تحب الربيع؟ لماذا تحب الربيع؟ هل تعتقد أن الربيع أجمل من الصيف؟ لماذا؟ مثال آخر: لماذا ضربت زميلك في الصف؟ كيف تعتقد أنه شعر حين ضربته؟ كيف شعرت أنت؟ المقصود أن تقود الأسئلة التي نسألها للطفل إلى التفكير في اتخاذ القرارت، وتحليل ما ينتج عنها، وتحليل الشعور وفهم أسبابه. كل هذه أمور تزيد من ذكاء الطفل وقدرته على التفكير بعمق. الأمر الثاني يتعلق بالعاطفة التي نعطيها للطفل، وبالطريقة التي نعبر فيها عن هذه العاطفة. فمن المهم أن يحصل الطفل يومياً على جرعة اهتمام عاطفي من الاحتضان والكلام الحلو والدلال، لأن الإحساس بالأمان العاطفي يمنح الطفل الشعور بالحرية في التفكير. وعلى النقيض من ذلك الأطفال ذوي مستوى الذكاء العادي الذين يعيشون حرمانا عاطفيا قد يتأخرون في دراستهم وتتراجع قدراتهم على التحليل.