بدأ الزوج حديثه بسؤاله لي: لماذا نتزوج؟ أليس الزواج استقرار نفسي وسكن ورحمة؟ قلت: نعم.قال:وماذايفعل الزوج الذي يحس أن زوجته مصدر تعاسته؟ وأنها صارت كالعدو المتربص بخصمه أو الأسد الذي ينهش فريسته بكل استمتاع؟ قلت له:لم أفهم ماذا تقصد بالتحديد؟ قال الزوج: ماذا أنا فاعل إذا كل تصرف مني كزوج يفهم بالعكس من زوجتي ..إن صدقت تقول لي: أنت تكذب.. وإن كنت أمينا معها بكل تصرفاتي تقول لي:أنت خائن..وإن رددت على كلامها الجارح قالت: أنت تكرهني ..وإن سكت ولم أرد قالت: أنت لا تريد أن تسمع صوتي ولازم تطلقني .. إن اعتذرت لها عن خطأ غير مقصود تقول لي:اعتذرت لأنك مخطيءوتستحق عتابي اللاذع..حتى إن قدمت لها هدية أومفاجأة قالت:أكيد من وراء ذلك مصيبة أنت تداريها عني.. تعبت من كثرة التبريرات والمجادلات والمشاجرات الكلامية وتطور الحال حتى أنها صارت تهددني بطلب الطلاق إن لم أنفذ ما تراه هي مناسبا حتى لو تعلق الأمر بأرحامي وأهلي.. وهي تعلم أنني أحبها وأحب أولادي وأحب الاستقرار بالحياة وأكره المغامرة بحياتي والرهان على أسرتي.. لكني اليوم لم يعد لدي طاقة وكبر سني وأنا بهذه المشاكل منذ 12عاما.كل ذلك جعل الحياة لا طعم لها إلا المرار والعلقم أشعر أنها تتصنع وتفتعل المشاكل لتطلب الطلاق..وجعلت طلبها هذا كالعصا التي تضربني بها وقتما شاءت لأنها تعرف ان نقطة ضعفي هم أولادي وحبي لها الذي ربما مات بقلبي من كثرة خلافاتها. الجواب ربما السبب الرئيس في هذا التمرد من زوجتك هو أسلوبك أنت معها فكما أن القسوة غير مطلوبة منك فالدلال الزائد وتلبية كل طلباتها وتحكماتها أيضا غير مطلوب، لأن بعض الشخصيات القوية من النساء ترى ذلك ضعفا واعتراف غير مباشر بأنك مخطيء وتريد التكفير عن خطئك بهذه المحايلات والهدايا والتنازلات.. إن التوازن في علاقتنا مع شريك الحياة مهم جدا فلا إفراط ولا تفريط ، توازن يجعلك تثق فيها وتثق فيك ، فالحياة التي تعج بالتبريرات والشكوك والاهانات غير المباشرة حياة هي والعدم سواء ..ولا بد من الحسم معها برفق وهدوء وذلك بأن تخبرها بأنك تحبها وتريدها ولم تبخل بشيء لإسعادها لكنها إن كانت تريد الطلاق لأنك غير أهل لإسعادها من وجهة نظرها فلتطلب الطلاق وتنفصلا بالمعروف أفضل من هذا الجحيم الأسري. قال تعالى (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان). فإن وجدتها تراجعت عن طلب الطلاق فضع قواعد وشروط بينكما لا تحكما منك وإذلالا بل لتصحيح مسار الحياة معها ..وأول تلك الشروط هو اعطاء الثقة لك وفيك ومقابلة الاحسان بالاحسان وعدم التنابز بالألقاب وأن نتعلم فنون الشكر والدعاء لبعضنا حين تهديها أو تهديك بهدية..ولكن إن صممت وجرت تطلب الطلاق بجدية واصرار فسرحها باحسان، فربما الطلاق يكون حلا. وأخيرا يجب عليك حال رجوعها عن الطلاق ورغبتها بالاستمرار معك أن تبعد نفسك عن مواقف ومواطن الشبهات حتى تسترد ثقتها فيك واصبر عليها إن رجعت للحق وأحسن عشرتها. وتذكر هذا الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبى هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضى منها آخر" فصبرك عليها من حسن الخلق الذي تؤجر عليه.