السهر طيلة الليل والنوم طوال النهار بحجة أن ليس لديك عمل. تناول الوجبات السريعة أكثر من مرة في الأسبوع. التدخين. انتقاد الآخرين بلا تردد وعلى أصغر الأشياء. الغرور والعناد. النميمة واستغابة الآخرين. هذه قائمة صغيرة من عادات سيئة منتشرة بين الناس، معظم البشر لديهم عادة منها أو من سواها، وكل إنسان فينا يعي عاداته التي يكرهها الآخرون فيه. ولكن العادات السيئة ليست قدراً مكتوباً علينا، بل إن تغييرها ممكن بطرق مختلفة ربما يكون أولها الصبر والإصرار والإرادة القوية والرغبة الصادقة في التخلص منها. لكن علينا الاعتراف بها أولاً، إذ أن كثيرين هم من يجدون صعوبة في تقبل أن لديهم ما يزعج الآخرين فيهم. هذه طرق نفسية وضعها خبراء السلوك تساعد في التحرر من عادة سيئة. 1-  اكتب رغبتك على الورق اكتب سيئات العادة التي تود التخلص منها وحسنات تركِها، واحفظ الورقة معك طوال الوقت حتى تتمكن من مراجعتها كلما تعرضت لإغراء العودة إلى عادتك من جديد. ومن المجدي أن تكون المعلومات التي تدونها مفصلة ومبنية على دراسة جادة أجريتها أنت بعد العودة إلى المصادر العلمية والصحية، وسؤال المختصين، فكلما ازدادت قناعتك بضرورة ترك العادة السيئة، ازدادت احتمالات نجاح مساعيك في تركها. 2-  بدّل العادة السيئة بأخرى نافعة أو أقل ضررا اكتشف علماء النفس أنه من الصعب على الإنسان التوقف كليا عن عادة استمر عليها زمناً طويلا، وأنه باستطاعة معظم الناس التحايل على أنفسهم بتبديلها بعادة أخرى نافعة أو أقل ضررا. فإذا اعتدت مثلا على "النقرشة" برقائق البطاطا المقلية والمشبعة بالدهون كلما كنت منهمكاً بدراسة مشروع معقد أو التحضير لاجتماع هام، فبإمكانك تبديل العادة إلى النقرشة بطعام صحي، مثل الجزر أو الخيار. وليس من الضروري أن تكون العادة الجديدة التي تتبناها من نفس نوع وطبيعة العادة للسيئة، فبإمكانك مثلا تعلم رياضة أو لغة جديدة، أو التخطيط لقراءة كتاب جيد كل شهر، أو التعهد بزيارة مدرسة للأيتام تساهم في فعالياتها مرة في الأسبوع، فهذا من شأنه أن يشغل وقتك بأمور نافعة لك ولمن حولك، ويحول اهتماماتك بعيدا عن العادة التي تسعى للتخلص منها.   3-  أطلب الدعم من العائلة والأصدقاء وأخبرهم عن نيتك لا تترك قرارك سريا وتحتفظ به لنفسك، بل أعلنه على الملأ، واطلع أقربائك وأصحابك عليه، فذلك من شأنه أن يحثك على احترام القرار وعدم الإخلال به، كي لا تغدو محل احتقار أو استهتار من قبل الآخرين، ولا بأس أن تتعهد أمام بعض أصحابك أن تخضع لعقوبة، كأن تدفع مبلغا من المال، إن أنت أخليت بالعهد الذي قطعته على نفسك. ويفيد في هذا الشأن أن تعلن أمام كل من يذكرك أو يسألك عن عادتك، أنك "لم تعد تفعل كذا وكذا.." بدل من أن تقول: "لا أستطيع بعد اليوم فعل كذا وكذا.."، فهذا يوحي بأنك أنت الذي اتخذت القرار ولن تتراجع عنه.   4-  تجنب أسباب العودة إليها لنقل إنك لا تخرج من البيت في العطلة لتجلس على التلفزيون طيلة الوقت، وأنك إن شاعدت حلقة من مسلسلك المفضل تستمر في البحث عن حلقات أخرى. تجنب فتح التلفزيون في الأساس في العطلة وأخرج للهواء الطلق. أو إذا كنت ضحية عادة أكل الحلويات مثلا، ودعيت إلى حفل فيه كل ما لذ وطاب من طعام، يمكنك أن ترتب لترك الحفل قبل تقديم الحلويات في نهايته، أو أن تنتقي أنواع الحلويات الأقل ضررا (البوظة المنزوعة الدسم - سوربيه - بدل الكاملة الدسم مثلا)، ولا بأس أن تعترف لصاحب الحفل بضعفك وتتطلب منه مساعدتك في الوفاء بالعهد التي قطعته على نفسك.   5-  ذكر نفسك خلال الطريق كيف ستكون أفضل حين تتخلص من عاداتك السلبية فأنت تخوض هنا حربا نفسية مع ذاتك، لذلك ضع نفسك دوما في دور المنتصر، وتصور -وأنت تبتسم- أنك انتهيت مما كنت عليه، وأنك تتمتع بنجاحك، وتبني لنفسك شخصية جديدة مرغوبة وناجحة. فإذا ارتكبت هفوة وعدت إلى عادتك في لحظة ضعف، فأكد لنفسك أن هذه ليست نهاية الطريق.   6-  كافئ نفسك على نجاحها فنفوسنا لا تختلف في هذه الناحية كثيرا عن نفوس الأطفال، وهي تستجيب للمدح والإطراء نعم وللهدايا.. فإذا نجحت في ترك عادتك لفترة شهر مثلا، لا بأس من مكافأة نفسك بأخذ يوم عطلة من العمل، أو رؤية فيلم كنت راغبا بمشاهدته، أو السفر في رحلة قصيرة لمكان مشوق، فهذا سيشكل حافزا لأن تتابع خطتك وجهودك، إلى أن يأتي اليوم الذي تتوقف فيه عادتك السيئة.