يلعبُ الوالدين دورا حاسما في تطوير لُغة طفلهم، وقد أظهرت الدراسات العلمية أنَّ الأطفال الذين يتحدثون ويقرؤون كثيراً خلال مرحلة الطفولة المُبكِّرة سيكون لديهم حصيلة كبيرة من المفردات، ويكون النَّحو لديهم أفضل من أولئك الذين ليسوا كذلك. وبناءً عليه، هذه بعض الطرق البسيطة لتعزيز التطور اللُّغويِّ لطفلك: 1. تكلّم ثُمَّ تكلّم ثُمَّ تكلّم، اروِ اليوم خطوة بخطوة وبتفاصيله الدقيقة لطفلك. من الممكن أن تقول لطفلك-على سبيل المثال- : سنذهب إلى السوق باستخدام السيارة، وسنشتري التفاح، والبرتقال، والليمون...الخ، ثُمَّ سنذهب إلى الصلاة...الخ، ثُمَّ سنرجع إلى البيت ونتناول طعام الغداء...الخ. 2. اقرأ ثُمّ اقرأ ثُمّ اقرأ، ضع في اعتبارك أنّه ليس من السابق لأوانه أنْ تقرأ لطفلك حتى أن بعض الدراسات العلمية تشير إلى أن القراءة مفيدة حتى للأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم الأيام لتهيئة الخلايا الدماغية للقراءة. واحدة من المؤشرات الجيِّدة لنجاح قراءة طفلك في المستقبل هو مقدار الوقت الذي يقضيه الآباء للقراءة مع أبنائهم. ويمكن للوالدين أن يبدأوا بالكتب المُصوَّرة البسيطة، ومن ثَمّ القِصص الطويلة كلما كَبُر الطفل. 3. قم بالاستماع إلى الموسيقى مع طفلك وغني لهُ, الأطفال الصغار يحبُّون الموسيقى والحركة (مثال: أغاني الأطفال التراثية المتداولة في ثقافتنا وخصوصاً وقت النوم). فعندما يستمعون إلى الأغاني يتعلمون عن العالم من حولهم، ويتعلمون إيقاع اللغة. 4. قم بسرد القِصص، وخصوصاً القِصص المُفصَّلة والتي تحتوي على: شخصيات، وصراع، ومغامرة، ونهاية سعيدة، فمِّما لا شَكَّ فيه أنَّ القِصص الجيدة تناسب اهتمامات الأطفال، وتزرع فيهم القيم الإيجابية، وتساهم في تطورهم اللغوي. 5. اتَّبع اهتمامات طفلك، فإذا كان طفلك الصغير يبدو مهتما في صورةٍ مُعيَّنةٍ في كتابٍ استمر في الحديث عن هذه الصُّورة. وإذا كان طفلك يبدو أنه مفتونٌ ببعض الحيوانات، اعرض عليه المزيد من الحيوانات وتحدَّث عنها أيضاً. قم بتكرار ثرثرة طفلك، واطرح أسئلة، وتفاعل معه، يمكنك حتى تسجيل ما يقوله طفلك وسماعه مرة أخرى للتحليل والمناقشة. 6. لا تنتَقد أبدا أنماط تعبير أو كلام طفلك حتى لا يَفهم أنك تعاقبه على كلامه ويؤثر هذا سلباً على تطوره اللغوي. فبدلا من ذلك، كرَّر كلمته أو جملته مع التصحيح النطقي أو القواعدي. وأعطِ طفلك الكثير من الثناء على جهوده. 7. استخدم التلفاز وأجهزة الكمبيوتر باعتدال، حيث توصي الأكاديمية الأمريكية لطبّ الأطفال بعدم مشاهدة التلفاز على الإطلاق للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين، وبمعدل لا يزيد عن ساعتين من البرامج النوعية اليومية للأطفال بعمر سنتين وأكثر. في حين أنَّ بعض البرامج التعليمية يمكن أن تكون مفيدةً للأطفال؛ فالبرامج التلفزيونية لا تتفاعل أو تستجيب مع الأطفال، أما بالنسبة لألعاب الكمبيوتر التفاعلية فمن الممكن القول بأنَّها لا تتجاوب مع أفكار الطفل أو تحصُره في بعض الإستجابات المحدودة أيضاً. 8. تعامل مع التهابات الأذن بجدية، فالأطفال هم أكثر عُرضة لالتهابات الأذن، وهذا يؤدّي إلى خطرِ الفقدان السمعيّ، وبالتالي التّأخُّر اللغوي. فمثلاً إذا وصف لك الطبيب مُضادّا حيويّا لعلاج التهاب أُذن طفلك، فمنَ اللازم أنْ تتأكّد بأنَّ الطفل يأخذ الجرعة الصحيحة كلَّ يوم، و في الوقت المُحدَّد، وعندما ينهي طفلك العلاج، حدِّد موعد زيارة لطبيبه ؛ للتّأكُّد من أنَّ الالتهاب قد زال. 9. شجع الرحلات الميدانيّة إلى الأماكن الجذابة والمفيدة لطفلك (مثال: حديقة الحيوان، متحف الأطفال) ؛ هذه الرحلات ستفتح عالَما جديدا لطفلك . و من الممكن اعتبارها مكافأة إضافيّة لأنَّ طفلك سوف يرغب في معرفة أسماء جميع تلك المخلوقات الرائعة، والحديث عن الأنشطة الترفيهية التي عاشها. dr.abuhamourwj@gmail.com