إذا كانت رغبتك الجنسية أقل تكرارًا من رغبة زوجك، ولا يعدّ أيّ منكما خارجًا عن الإطار الطبيعي للأشخاص ممَّن هم في سنّكما، لكن تلك الفروقات في الرغبة قد تسبب لك الاضطراب. وفي نفس السياق، قد يكون الحافز الجنسي أقلّ لديك من ذي قبل، لكن علاقتكما قد تكون أقوى من أي وقتٍ مضى. ترتكز رغبة المرأة في الجنس على تفاعلٍ مركّبٍ من عدد من العناصر التي تؤثر في العلاقة الحميمية، بما في ذلك العافية البدنية والعاطفية والخبرات والمعتقدات ونمط الحياة والعلاقة الحالية، فإذا كنتِ تعانين من مشكلةٍ في أيٍّ من هذه الجوانب، فإنها قد تؤثر على رغبتك الجنسية. ويمكن أن تسبب مجموعةٌ كبيرةٌ من الأمراض والتغيرات الجسدية والأدوية انخفاض الحافز الجنسي، فإذا كنتِ تعانينَ من الألمِ خلال الممارسة أو تعجزين عن الوصول إلى الذروة، فإن من شأن ذلك أن يكبح رغبتك في العلاقة الحميمة. كما يمكن أن تؤثر العديد من الأمراض غير الجنسيّة، أيضًا، في رغبتك بالجنس، بما فيها التهاب المفاصل والسرطان وداء السكري وارتفاع ضغط الدّم ومرض الشرايين الإكليلية والأمراض العصبيّة. بالإضافة إلى أن عدد كبير من الأدوية التي تعطى بموجب وصفةٍ طبية، بما فيها مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للاختلاجات، من العوامل المعروفة بتقليلها للرغبة الجنسية بدرجة عالية. يمكن أن تؤثّر أيٌّ من العمليات الجراحية المرتبطة بالثديين أو الجهاز التناسلي في شكل الجسم والوظيفة الجنسية والرغبة. يمكن أن يساهم الإرهاق الناتج عن العناية بالأطفال الصغار أو الأبوين المسنين في انخفاض الحافز الجنسي، كما قد يلعب التعب الناتج عن الأمراض أو العمليات الجراحية دورًا في انخفاض الحافز الجنسي. يمكن أن تعدّل التغيرات في مستويات الهرمونات لديكِ من رغبتك بالجنس، وقد يحدث ذلك خلال انقطاع الطمث، حيث تَهبط مستويات الإستروجين أثناء الانتقال إلى مرحلة الأياس، وهذا من شأنه أن يسبب تراجع الاهتمام بالجنس وجفاف أنسجة المهبل؛ مما يؤدي إلى الألم وعدم الراحة في ممارسة الجنس. وفي نفس الوقت، قد تعاني النساء من انخفاضٍ في التيستوستيرون، وهو هرمونٌ يرفع الحافز الجنسي لدى الرجال والنساء على حدٍّ سواء، مما قد يحدّ من الرغبة في الجنس، وعلى الرغم من أن نساء كثيرات يستمررن في الجماع على نحو مُرضٍ أثناء سن انقطاع الطمث وبعده، فإن بعض النساء يعانين من تراجعٍ في الرغبة الجنسية أثناء هذا التغير الهرموني. يمكن أن تثبط التغيرات الهرمونية أثناء الحمل وبعد الولادة مباشرةً وأثناء الرضاعة الطبيعية من الحافز الجنسي، وبطبيعة الحال، ليست الهرمونات هي العامل الوحيد الذي يؤثر في العلاقة الحميمية في تلك الأوقات، فالتعب أو التغيرات في شكل الجسم أو ضغوطات الحمل أو العناية بالمولود الجديد كلّها قد تساهم في التغييرات في الرغبة الجنسية. من جهة أخرى، ليس بالضرورة أن تكون مشكلاتك جسديةً أو بيولوجيةً لكي تؤدي للفتور الجنسي، فثمّة كثير من الأسباب النفسية لانخفاض الحافز الجنسي، ومنها القلق أو الاكتئاب والضغوطات، مثل الضغوطات المالية أو ضغوطات العمل. كما تعد الرغبة الجنسية مرتبطة بإحساسنا للعيوب في شكل الجسم، وتدني تقدير الذات، ووجود تاريخ من التعرض للإيذاء البدني أو الجنسي. أخيراً، فإن التقارب العاطفي لدى كثير من النساء يعتبر مقدمةً أساسيةً للحميمية الجنسية، وبالتالي، فإن أي مشكلات في علاقتك مع زوجك قد تشكل عاملاً رئيسيًا في انخفاض الحافز الجنسي، وغالبًا ما يأتي الانخفاض في الاهتمام بالجنس نتيجةً للمشكلات المستمرة، ومنها: انخفاض التواصل مع زوجك. النزاعات أو الشجارات التي لم تحلّ. قلة الحديث عن الحاجات والتفضيلات الجنسية الخيانة أو ضياع الثقة.