من عالم الإعلام في الجامعة الأميركية في دبي إلى صناعة الأفلام السينمائية في مؤسسة «توفور 54»، هكذا حققت الاماراتية هند عبدالله حلمها في أن تصبح مخرجة اماراتية. تملك هند ما يقارب الـ10 أفلام منها فيلمان وثائقيان وفيلم صامت. جميع أفلامها تحمل أفكارها الخاصة، إذ تتولى بنفسها كتابة السيناريو ولا تحبذ تصوير أفلام لكتّاب آخرين. تجد أنّه حالما تنبع الفكرة من مخرج، يصبح وحده القادر على معرفة الطريقة المثلى لابرازها انطلاقاً من ايمانها بالحكمة القائلة "ربانين لسفينة، يغرقها". منذ طفولتها، تتمتع هند بمواهب متعددة، فهي شاعرة وقاصة ومصورة فوتوغرافية وسينمائية. كانت تجد أنّ الشعر يترجم الصورة والعكس، فخاضت غمار التصوير الفوتوغرافي في عمر الـ 15. بعدها، حصلت على هدية عبارة عن كاميرا فيديو من والدتها المشجعة الأولى لها. هكذا، راحت تصوّر الأفلام وتمنتجها. لم تخضع لأي تدريب ولم تلتحق بأي معهد للتعليم. بكل بساطة، قادها شغفها، و"عين الفنان" التي تملكها للتطوّر والنمو. تقول هند: "حين أعود إلى الصور والأفلام التي صورتها، أضحك على نفسي. أذكر أنّ أول فيلم أخرجته ومنتجته كان مشروع تخرجي في الجامعة. حقاً، لا أدري كيف نجحت فيه. الفيلم مليء بالأخطاء وفكرته غير واضحة. لكنه كان دليلي نحو النجاح والتفوق على الذات". تميل هند إلى تصوير الطبيعة أكثر من وجوه الناس وتعشق تصوير الشوارع. تقول: "من الطبيعي جداً أن أوقف السيارة وأجلس على الأرض لالتقاط صورة ما. لا أشعر بالحرج، ولا أفكر في الموضوع من باب الخجل أو العيب. أجد شغفي في التصوير، وهو الذي يقودني". وتضيف ممازحة: "أعتقد أن الشيئين الوحيدين اللذين سيجعلانني أنحني لهما بعد الله هما أمي والكاميرا". وتوضح: "المخرج البريطاني توم روبرت، كان له الفضل في تغير نظرتي إلى صناعة الأفلام. هو يؤمن بأن كل شيء في هذه الحياة يحمل قصة وراءه. وعلينا أن لا نحكم على القصة من الوهلة الاولى، بل أن نرى كل جوانبها ونفهمها جيداً، فكلمة واحدة فقط من شخص ستخلق سيناريو مميزاً. وهذا بالضبط ما أعمل عليه في فيلمي الوثائقي المقبل". تحب هند الافلام الوثائقية وتحلم بأن تكون من المخرجات المتميزات في هذا المجال. وعن الشخصية التي ترغب في صناعة فيلم عنها، تجيب: "أنا منحازة للنساء دائماً، وأجد أن كل النساء مهما كانت مهنتهن ومكانتهن، يحملن مهمة وقصصاً مختلفة. أحب أن أبرز الجانب الانساني للناس، وأعطي دروساً من خلال ما أصنعه. أحب أن أبرز الأشياء غير المعتادة في النساء الإماراتيات، وأحبّ أن أبرزهن كمناضلات وموهوبات". وتشير إلى أنها تحلم أيضاً بتصوير حياة  معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع. تجده شخصية انسانية عظيمة وتتفاجأ دائماً بمبادراته الانسانية وتصرفاته العفوية مع الناس. أما أكثر مخرجة إماراتية تحبها هند، فهي نهلة الفهد. تجد أنّها مخرجة متنوعة استطاعت خوض مجالات مختلفة من إخراج الكليبات الى الأفلام الوثائقية والمسلسلات التلفزيونية. تعلّق: "نهلة شخص متجدد. تتطور موهبتها باستمرار ولا أنكر أنّها هي التي جعلتني أتعلّق بعالم الإخراج. قابلتها للمرة الأولى في عمر الـ 16 عاماً في المدرسة. وكم كانت ودودة ولطيفة ومتواضعة. ما زلت أذكر ابتسامتها وكلامها التشجيعي. لم أرَ نهلة بعدها، لكنّي أراقب أعمالها وأبهر بها. هي مخرجة تلهمني وشخصية نفخر بها نحن الاماراتيين. أجد أنّها عرّابة المخرجات الاماراتيات من الجيل الحالي".