بعد أشهر قليلة على تحقيق حلمه عبر حملة تبرعات عالمية، يعاني اللاجئ السوري محمد العطار المشهور ببائع الأقلام من ضائقة مالية تكاد تودي بحلمه، وتعيده إلى بيع أقلام الحبر الجاف مجدداً في شوارع العاصمة اللبنانية بيروت. وذكرت صحيفة "العربي الجديد"، أمس، بحسب مصادرها أن العطار أن الرجل راكم مجموعة ديون أثناء افتتاح مطعم لبيع الشاورما في بيروت، إضافة إلى تخلفه عن دفع إيجار المنزل الذي انتقل اليه في منطقة بئر حسن. ولم تتضح حتى اللحظة الأسباب التي أدت إلى هدر نحو 80 ألف دولار أميركي خلال ثلاثة أشهر فقط، علماً أن حملة التبرعات الإلكترونية التي أطلقها ناشطون بعد انتشار صور العطار، وهو يبيع الأقلام حاملا ابنته الصغيرة، نجحت في إيصال المبلغ إلى حوالي 90 ألف دولار أميركي. ومع معدل الصرف القياسي للعطار، ومجموعة الديون المتراكمة عليه لموردي المواد الأولوية ومالك المنزل، بالكاد ستكفي القيمة المتبقية من تبرعات الحملة (حوالي 10 الاف دولار) لسداد هذه المبالغ. وكانت التبرعات قد سمحت للعطار بإعادة طفليه إلى المدرسة بعد تأخر سنتين، واستئجار منزل أكبر. أصر على إدخال ابنه إلى الصف نفسه الذي تركه في سورية: "مستقبل أولادي أولوية لدي، وقد اخترت إعادة عبدالاله إلى الصف الثاني الذي تركه في سورية، على الرغم من أنه أكبر من باقي زملائه بثلاث سنوات، لأنه يجب أن يتأسس بشكل صحيح". وبعدما استقر وضع الأطفال، قرر استثمار جزء من المطعم في إعداد خبز الصاج الطازج وبيعه إلى المطاعم والمقاهي في بيروت، قبل أن تتوسع الفكرة وتصبح "صاج وشاورما العطار". يذكر أن عدد اللاجئين السوريين في الخارج يتجاوز الأربعة ملايين، يستقبل لبنان نحو المليون ونصف المليون منهم.