رغم كل هذا التطور الذي يشهده العالم حولنا، رغم وصول المرأة إلى منجزات كثيرة، تظل هناك عائلات عربية كثيرة لا تحب البنات، وتفضل أن ترزق بالأولاد عليهن، أو ربما يكون الأمر أحياناً يتعلق بابنة بعينها، إذ يحدث أن تحب الأم أو الأب بقية الأولاد أكثر منها، أو تفضل أخواتها عليها. وفي الحقيقة مهما حاولت الأمهات إنكار هذه الحقيقة، إلا أن تفضيل الأم لأحد البنات أو الأبناء، وعدم انسجامها مع ابنة أو ابن آخر هو حقيقة موجودة في كثير من العائلات. ولكن ماذا يحدث للفتاة التي تعيش في هذه الحالة من الشعور بأنها أقل من بقية أفراد الأسرة، وأنها وحدها في مكان ما لسبب لا تفهمه.   1-  الشعور الكبير بالخوف من العالم والآخرين والافتقار إلى الأمان، الذي ينتقل معها إلى المدرسة والجامعة والعمل ثم إلى بيت الزوجية. إنه شعور لا يزول ويظل معها إلى الأبد، لأن الأمان الأول في حياتها، أمان العائلة، كان مفقوداً، فلن يعوضه شيء آخر.   2-  الإنكار والدخول في حوارات عقيمة مع الذات، هل معقول أن أمي لا تحبني؟ هل معقول أنها تحب أختي أكثر مني؟ هل معقول أن أبي لا يريدني لأني أنثى؟ أسئلة تقود إلى الاضطراب في الشخصية وربما تقود إلى الاكتئاب.   3-  ضعف الشخصية والشعور أنها ناقصة دائماً، نتيجة لعدم فهم أسباب المشاعر التي حملها في العائلة رغماً عنها، تكبر هذه الفتاة بضعف الشخصية، والخجل من أنها امرأة واعتبار الأنوثة عيب من عيوبها لا يمكن معالجته، وهو شعور ستنقله بلاوعي إلى ابنتها.   4-  مطالبة الآخرين بالمزيد من مشاعر الحب، هذه الفتاة التي لم تكن محبوبة في عائلتها ستظل تطلب من زوجها المزيد والمزيد من العواطف، ومهما قدم إليها ستظل تشعر أنه مقصر في حقها، مما يقود إلى إنهاك في العلاقة الزوجية وخلافات ليس لها أول من آخر.   إذا كنت فتاة عاشت قصة عائلية تعيسة، وطفولة ليست سعيدة فلا يوجد في العالم ما يعوضك عن الماضي، لكن هذا لا يعني أن تتركي الماضي يأكل حاضرك ومستقبلك، لن يداويك أحد، عليك مداواة نفسك والبحث عن طريقة لضبط سلوكك العاطفي مع زوجك وأبنائك وصديقاتك، وكذلك احرصي على مراقبة نفسك ولا تكرري السلوك نفسه مع ابنتك. الحياة مليئة بالفرص السعيدة والجيدة، لا تتركي الماضي يطاردك.