ظاهرة ثقافية بارزة نشطت منذ أكثر من أكثر من 5 سنوات، تمثلت في إقدام مجموعة من الكاتبات الإماراتيات على خوض تجربة النشر بعد سنوات من الكتابة والتأليف. واقع يؤكد على أنّ المرأة الإماراتية تتمتع بالقدرة على تولّي الأعمال القيادية التي تحتاج إلى جُهد. كما عَزز هذا الأمر من حالة النشاط التي يشهدها سوق الكتاب الإماراتي، وساعد على ظهور جيل جديد من الأدباء. من بين هذه الدور «اقرأني» التي أسستها القاصَّة والمترجمة عائشة الكعبي، و«الياسمين» للكاتبة الدكتورة مريم الشناصي، و«ورق» للكاتبة عائشة سلطان و"الجواء" للفنانة والكاتبة عفراء. «ورق» تأسست دار "ورق" عام 2013، لتتبنَّى الإبداعات الإماراتية والعربية الشابة، وتعمل على صقلها بما يساعدها على تقديم الأفضل، عن طريق تنظيم ندوات وورش عمل حول الكتابة الإبداعية. كما تُرحّب الدار بنشر الكتب الأدبية والفكرية والفلسفية والعلمية، والدراسات التاريخية والسياسية والإعلامية، وما يتعلق بفروع المعرفة الإنسانية كافة. وتولي الدار اهتماماً كبيراً بكتب السير الذاتية وفن الرواية وأدب الرحلات، إضافةً إلى إعادة نشر الكتب الأدبية الإماراتية القديمة، لتعطي نبذة للكتّاب الجُدد عن الموروث الأدبي والثقافي الإماراتي، ليكوّنوا منه أساساً يبنون عليه أعمالهم المستقبلية. «الياسمين» على الرغم من أنّ عمرها لم يتجاوز عامين، إلا أن «دار الياسمين للنشر والتوزيع» الإماراتية، استطاعت أن تقدم للساحة الثقافية أكثر من 20 عنواناً في مختلف مجالات الإبداع من الشعر والرواية والأبحاث، بما يكرّس حضورها باكراً كشريك في إثراء مجال النشر في الإمارات، بفضل ما تقدمه من أعمال لأسماء كبرى على الساحة، كالمستشار الدكتور عبد الوهاب عبدول في كتابه «بستان حياتي» الذي يقدم خبرات حياتية وقانونية وإنسانية مهمة. أضف إلى ذلك كتاب «أسطورة الزمان» لغالية خوجة، و«منديل شهر زاد» للباحث حسن الأمراني... كما أنها تتبنَّى كل الأقلام العربية التي يجب تشجيعها ودعمها، حتى لا يتضاءل حضورها على الساحة الإماراتية. «اقرأني» «دار اقرأني للنشر والتوزيع» أسسّتها عائشة الكعبي عام 2011، لتكون أولى الأديبات الإماراتيات اللواتي اتجهن إلى عالم النشر والتوزيع. أتت ولادة هذه الدار نتيجة تجربة خاصة مرّت بها الكعبي، إذ كانت من الكتّاب الذين يعانون من تردّي وضع النشر في المنطقة العربية. علماً أنّ دور النشر تركّز على كتب أبعد ما تكون عن اهتمامات أبناء المنطقة، عَدَا سوء التوزيع داخل الدولة وخارجها، ما يجبر المبدعين الاماراتيين على التعاون مع دُور عربية أخرى، على أمل أن تلقى كتبهم رواجاً أفضل، وهذا يعني في أغلب الأحوال، اضمحلال وجود الكتاب في وطنه الأصلي الذي خرج منه. تهدف «دار اقرأني» إلى نشر ثقافة القراءة بين شباب اليوم، إضافةً إلى تشجيع الأقلام الموهوبة الشابة على خوض غمار تجربة الكتابة، إذ تطمح الدار إلى رفد الساحة الثقافية العربية بأقلام يافعة ومواهب جديدة. كما تهتم بكل المجالات الثقافية، فهي تضم سلاسل عديدة، منها سلسلة "بداية" التي تُعنَى بالإصدار الأول لعدد من المبدعين المواطنين والخليجيين والعرب، إضافةً إلى سلسلة "الأدب المترجم" التي أصدرت قصصاً من الدنمارك وبولندا، وهو أدب لم يترجم إلى العربية مسبقاً إلا لماماً. كما أنّ هناك سلسلة للأطفال تضمنت إصدار 6 كتب للفئة العمرية من 3 إلى 6 سنوات. وهناك أيضاً القصة القصيرة في أشكالها الحديثة والتقليدية. "الجواء" مشروع دار "الجواء" لا يأتي في سياق منفرد، بل ضمن مشروع إعلامي متكامل، يخدم الثقافة في المنطقة الغربية، فتصدر عنه جريدة يومية، إضافة إلى موقع إخباري، ودار للنشر. ويتحضر المشروع لتوزيع مكتبة على كل أسرة في المنطقة الغربية، ليحقق بذلك واحدة من الخطوات العملية نحو تكريس ثقافة القراءة، واقتناء الكتاب في الإمارات، والمنطقة الغربية تحديداً.