حين تبدأ الحديث معها، تشعر بطاقة تحيط بك. وما أن تنطق بكلمتها الأولى، حتى ينتابك إحساس بأنّك لا ترغب في أن تتوقف عن الحديث أبداً. عباراتها تمدك بحماس فريد، وتشعرك أنّ كل أحلامك ستصبح واقعاً، ما دمت تحمل أملاً في داخلك. عائشة مفتاح الزعابي هي أول إماراتية تحصل على رخصة معتمدة من "معهد سبرنج بورد" البريطاني الذي يُعنى بالتطوير الذاتي للمرأة على الصعيد الشخصي والوظيفي. تجاربها في الحياة قادتها إلى السعي من أجل تحقيق الرسالة التي خُلقت من أجلها أي مساعدة الآخرين كي يصبحوا أكثر قوة وإدراكاً لما يحيط بهم من تغيرات. إنّها نموذج إماراتي قوي وسيدة أعمال ناجحة والأهم من كل ذلك هي امرأة محبة للحياة وفي داخلها طاقات كثيرة تُجمّل بها حياة كل من يعرفها. نستعرض تجربة عائشة الزعابي وننقل لكم طاقتها الإيجابية عبر الحوار التالي. تشير عائشة الزعابي إلى أنّ والدتها كانت صاحبة الفضل الأكبر بعد رب العالمين في وصولها إلى ما هي عليه الآن، فوالدتها لم تبخل عليها لا بالحب ولا بالنصائح ولا بالإرشادات والتشجيع. لقد كانت تستمد منها طاقة الحياة، مما ساعد عائشة على مواصلة نجاحاتها وعدم السماح لأي عقبة أن تُعيقها أو تجعلها امرأة حزينة. بفضل والدتها التي تحب أن تصفها بـ "ست الكل"، هي اليوم شخص جديد بحياة جديدة وأمل جديد يكبر يوماً بعد يوم. رصد الأخطاء تؤمن الزعابي بأنه كي ينجح المرء في أمر ما ويواصل مسيرته، عليه أولاً أن يدرس أسباب فشله في الماضي والتعلم من أخطائه كي لا يكررها مستقبلاً. وعن ذلك، تقول: "تجربتي الفاشلة في الزواج كانت سبباً في أن أحصل على دبلوم في الاستشارة الأسرية والزواج. لقد أردت أن أقف أمام أخطائي وأواجهها، ليس فقط على الصعيد الأسري والزوجي، بل أخطائي كامرأة وكشخص فعال في المجتمع وكإنسان يرغب في أن يجد ذاته". وتؤكد الزعابي أنّ شهادة البكالوريوس التي حصلت عليها من "جامعة الإمارات العربية المتحدة" في علوم الحاسب الآلي لم تكن كافية بالنسبة إليها ولطموحاتها وسقف أحلامها الذي رسمته بعيون محبة للحياة والتفوق. هكذا، تابعت دراستها حتى حصلت على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال. إلا أنّ هذه الشهادة لم تُرض طموحها ولم تُطفئ حماسها الشديد للتطور والتميز. وقد كان عشقها للعلاج بالطاقة وحضورها ورشات تنمية الذات سبباً في جعلها تلحق بالمجال ذاته سعياً منها نحو تحقيق النجاح الذي ترغب فيه والذي يجعلها تشعر بقيمتها الذاتية وبأنها خُلقت فعلاً لأداء رسالة ما وليس عبثاً. وكانت الزعابي قد سمعت عن عقد دورات تُعنى بالتطوير الذاتي للمرأة وظيفياً وشخصياً، وهذا اللون من التكامل هو ما كانت تبحث عنه، لكن المشكلة كانت تكمن في أن هذه الدورات تقام فقط في بريطانيا وتُعقد بشكل مكثف يومياً. لذا كان لا بد من السفر. وبعدما حصلت على موافقة عائلتها التي لم تبخل عليها يوماً بالدعم والتشجيع والمساندة، طارت عائشة إلى عاصمة الضباب كي تنهل منها علماً يروي عطشها للنجاح. بفضل اجتهادها وإصرارها وإيمانها العميق بقدراتها، استطاعت أن تصبح أول إماراتية تحصل على رخصة مدرب معتمد من "معهد سبرنج بورد" البريطاني للتطوير الذاتي للمرأة. كما حصلت على رخصة ممارِسة معتمدة من "معهد مايند بريتج" في أميركا للبرمجة اللغوية العصبية، تلتها رخصة مدربة شخصية في الإنتاجية عن طريق التوجيه الفعال من المعهد نفسه. بالإضافة إلى كل ذلك، فعائشة مدربة الكترونية أيضاً. مفتاح النجاح تقول عائشة: "أشعر في داخلي أنني خلقت من أجل مساعدة غيري. خلقت لأجعل الحياة أبسط وأجمل في عيون من حولي، فكان قراري بإنشاء مؤسسة تُعنى بتطوير المرأة، ولأنني أُعتبر أول إماراتية تحصل على شهادة بريطانية في ميدان مساعدة المرأة على تطوير نفسها وظيفياً وذاتياً. كان لا بد من أن أستفيد من شهادتي هذه، وأن أعمل على نقل خبراتي إلى الناس لأجعلهم ينظرون إلى الحياة بمنظار زاهٍ ومشرق، تماماً كما أفعل أنا". هكذا، أنشأت عائشة الزعابي مركزها ليكون مفتاح النجاح لكل النسوة، ولذا أسمته key of successful، وهو المكان الذي تطمح أن يصبح بمثابة خطوة نحو مستقبل مشرق لنساء الإمارات.