ميثاء الحبسي كفاءة إماراتية شابة، تلقّت تعليمها بين ألمانيا والولايات المتحدة. وعقب تخرّجها، عادت إلى وطنها دولة الإمارات العربية المتحدة لتُسهم في إنمائه، فعملت في مواقع عدّة. وها هي اليوم تشغل منصب الرئيسة التنفيذية للبرامج في «مؤسسة الإمارات». هنا حوار مع الحبسي: ما الأدوات والوسائل التي تعتمدون عليها في وضع برامج "مؤسسة الامارات"؟ - من المهم أن يكون عملنا، كمؤسَّسة للنَّفع الاجتماعي، مهتمة أساساً بتنمية الشباب والمجتمع، بالاستناد إلى أبحاث علمية، لأنّ الأبحاث والإحصاءات تعطينا الحقائق التي نبني عليها البرامج، وتساعدنا على تقييم تأثير هذه البرامج. وبالطبع، فإنّ مرحلة تصميم البرامج تعتمد على شريكنا الأكبر، وهو قطاع الشباب. تهدف أبحاثنا إلى معرفة ماذا يحتاجون والتحديات التي يواجهونها، ونوعية البرامج التي يريدونها، وكيف نساعدهم. لهذا، نحن نجري دائماً أبحاثاً ولقاءات مع الشباب، وبناءً على ذلك نقوم بتصميم البرامج. • إلى أيّ حد هناك دعم لكم من قيادة الدولة؟ - إنّ نجاح «مؤسسة الإمارات»، ووجود هذه الأعداد الكبيرة من الشباب الذين يُشاركون في فعالياتنا السنوية وبرامجنا التطوعية أو العلمية، مثل برنامج «بالعلوم نُفكر»، ما كانا ليتحققا من دون دعم القيادة الرَّشيدة لنا، فوجود شيوخنا الكرام الدائم إلى جانبنا، وتشجيعهم المباشر للشباب وفريق العمل، أمر يقف وراء هذا النجاح، إذ تم إنشاء «مؤسسة الإمارات» في عام 2005، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة (حفظه الله)، وتحت إشراف ومُتابَعة أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة (حماه الله). ونتشرف بقيادة المؤسَّسة مِن قِبل سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، رئيس مجلس إدارة «مؤسسة الإمارات»، لأنّ لدى سموه إيماناً بأن تمكين الشباب يبدأ من داخل المؤسسة، ولديه رُؤية قوية وصلبة ومستمرّة. ونُثمِّن جهود سمو الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، عضو مجلس الإدارة المنتدَب، وسمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو مجلس إدارة المؤسسة، وجميع الأعضاء. أما من حيث دعم المرأة والشباب وتمكينهم، فإنّ قدوتنا الأولى هي سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أُم الإمارات». فدعم سموها العام والخاص للمرأة في دولة الإمارات، هو المسار الذي نمشي عليه كلّنا.   • ميثاء الحبسي كفاءة شابة جذبها مجال النفع الاجتماعي. كيف حدث ذلك؟ أنا ولدت في ألمانيا، وتلقّيت تعليمي الابتدائي والثانوي هناك، بحُكم عمل والدي في المجال الدبلوماسي، ثم تلقّيت تعليمي الجامعي في واشنطن، حيث درست الفنون الجميلة والإعلام، ثم تخصصت في التسويق. وهذا ما خلق لديّ شوقاً وحُبّاً كبيراً لبلدي دولة الإمارات. أمّا مسيرتي العملية فهي متنوعة، بدأت في قطاع الطاقة في قسم التسويق والإعلام، ثم تدرّجت في شركة «مُبادَلة»، وتم اختياري ضمن فريق العمل لبدء مشروع «مؤسسة الإمارات». أمر اعتبرته بمثابة فرصة ذهبية لي لتحقيق مزيد من التواصل مع مجتمع الإمارات الذي عشت بعيدة عنه، إلى جانب تطلّعي إلى توظيف كل ما تعلمته في الخارج لفائدة بلدي. كما أعتقد أنّ والدي هو أحد مصادر شغفي بعملي. كان والدي يحدّثنا دائماً عن المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيّب الله ثراه). وكان يقول لنا في طفولتنا إنّ لكلّ واحد منّا دوراً يجب أن يقوم به لتنمية وطننا وإعلاء رايته. هكذا، زرع فينا حُبّ الوطن، وجعلنا نشتاق للعودة إلى الإمارات ورَد الجميل لبلادنا. • كيف ترين إقبال الإماراتية على التطوع؟ - إنّ إقبال المرأة بشكل عام على التطوع كبير جداً ويُثلج الصدور، فمن المعروف أنّ أعداد النساء المتطوعات أكبر من الرجال، لأن المرأة بحكم طبيعتها عاطفية وتحب التطوع وعمل الخير والعطاء. لكننا فوجئنا بأن العدد مُتساوٍ بين الرجال والنساء، وأنّ حماسة الشباب من الذكور لا تقل عن حماسة الشابات للتطوع في قطاع النفع الاجتماعي. وأنا أقدّر مجهود شبابنا من أبناء وبنات دولة الإمارات، ومن الجنسيات الأخرى، فلولاهم لمَـا استطاعت مؤسستنا أن تحقّق كل ما وصلت إليه مِن تَميُّز.